صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/16

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٨

الرأي القديم في الفلك

يفهمه الذين لم يدرسوا علم الهندسة وعلم حساب المثلثات على الاقل ولكن مالا يدرك كله لا يترك كله

اما قطر الارض اي الخط الوهمي المستقيم المرسوم في قلب الأرض من طرف الى طرف مارا بمركزها فقد يظهر لأول وهلة ان معرفة طوله ضرب من المحال ولكن اذا قسنا محيط الأرض اي الخط الذي يدور حولها ويقسمها قسمين متساويين ( وسمي عند علماء الهندسة بالدائرة العظيمة ) عرفنا طول قطر الأرض من غير أن نقيسه لان القطر نحو ثلث المحيط او اقل من الثلث بقليل . وقياس المحيط كله ليس في الامكان ولا يحتمل ان يتوخاه احد ولكن اذا تعذر علينا قياس خط طويل مثل هذا يمر حول البحار والجبال والوهاد لم يتعذر علينا ان نقسمة إلى مائة او الف من الاقسام المتساوية فاذا قسنا قسماً واحداً منها عرفنا قياسها كلها. والدائرة تقسم اصطلاحاً إلى ٣٦٠ قسما تسمى درجات فاذا قسنا طول درجة واحدة من محيط الارض عرفنا طول محيطها كله . وهذا فعله علماء الفلك من اليونان قبل بطليموس ومن العرب بعـده

اما اليونان فيقال ان عالماً منهم اسمه اراتوستنس Eratosthenes ولد في القيروان سنة ٢٧٦ قبل المسيح ودرس في الاسكندرية واثينا ثم دعي الى الاسكندرية سنة ٢٣٤ فاقام فيها الى ان ادركته الوفاة سنة ١٩٤ قبل المسيح . هذا الرجل الـف كتاباً في معرفة جرم الارض وقال ان الشمس تكون عمودية فوق الارض في مدينة اسوان وقت الانقلاب الصيفي فاذا نصب عمود في الارض هناك لم يظهر له في الظهيرة ظل ممتد شمالا واذا نصب عمود آخر مثله في الاسكندرية ظهر له ظل شمالي في تلك الدقيقة عينها واذا رسم خط من اعلى هذا العمود الى طرف ظله وجدت الزاويةالتي تكون بينه وبين الظل سبع درجات وخمس درجة . فهي درجات المسافة بين الاسكندرية واسوان . والمسافة من الاسكندرية الى اسوان يسهل قياسها والظاهر انها كانت مقيسة حينئذ فاذا قسمت على سبع درجات وخمس درجة عرفت حصة الدرجة من الأرض فتضرب بثلاثماية وستين درجة فيعرف محيط الارض . ويقال ان المسافة بين الاسكندرية واسوان٥٠٠٠ ستاديوم فمحيط الارض ٢٥٠٠٠٠ ستاديوم لأن السبع الدرجات والخمس تساوي جزءا من خمسين من المحيط . والستاديوم يعادل ١٥٧ متراً ونصف مترا و ٥١٦ قدماً ونحو ثلاثة أرباع القدم