صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/17

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بسائط علم الفلك

٩

وعليه فمحيط الارض حسب ما وجده هذا العالم ٦٦٢ ٢٤ ميلا ً وقطرها ٧٨٥٠ ميلا . والمعروف الآن ان قطر الأرض القطبي أي الخط الممتد من احد قطيبها الى الآخر طوله ۷۹۰۰ میل

ثم ان قبة السماء المقابلة للارض مثل نصف كرة مجوفة واذا توهمنا وجود خط مقوس عليها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب فذلك الخط نصف دائرة وفيه ١٨٠ درجة وفي جهة الشمال من السماء نجم يسمى نجم القطب يظهر كأن النجوم كلها تدور حولهُ والحقيقة انه مقابل لقطب الارض الشمالي اي طرف محورها الذي تدور عليه في دورتها اليومية فيظهر لنا نحن الذين على سطحها كان نجوم السماء هي التي تدور حول نجم القطب هذا لانه مقابل لطرف محور الارض . ونجم القطب يعلو عن الافق في القاهرة نحو ٣٠ درجة وفي بيروت نحو ٣٤ درجة وفي اسوان نحو ٢٣ درجة أي كلما ابعدنا عن القاهرة درجة شمالاً رأينا ارتفاع نجم القطب عن الافق الشمالي يزيد درجة وكلما ابعدنا عن القاهرة درجة جنوباً وجدنا ارتفاعه عن الافق ينقص درجة وعلى هذا المبدا قاس علماء العرب طول الدرجة ومحيط الأرض. وهاك ما ذكره ابو الفداء في جغرافيته المسماة تقويم البلدان في هذا الصدد

قال « ان الأرض كرية وأنها في الوسط فسطح الأرض وهو محدبها مواز لمفعّر السماء فالدوائر العظام التي على سطح الارض موازية للعظام الفلكية وتنقسم كانقسامها على ثلثمائة وستين درجة فاذا سار سائر على خط نصف النهار وهو الخط الواصل بين القطبين الشمالي والجنوبي في ارض مستوية خالية من الوهدات عرية عن الربوات على استقامة من غير انحراف اصلا حتى يرتفع له القطب أو ينخفض درجة فالقدر الذي ساره من تلك الدائرة يكون حصة درجة واحدة منها وتكون تلك الدائرة الارضية ثلثمائة وستين مرة مثل ذلك القدر ، وقد قام بتحقيق ذلك طائفة القدماء كبطليموس صاحب المجسطي وغيره فوجدوا حصة الدرجة الواحدة من الدائرة العظيمة المتوهمة على الارض ستة وستين ميلا ً وثلثي ميل ، ثم قام بتحقيقه طائفة من الحكماء المحدثين في عهد المأمون وحضروا بامره في برية سنجار وافترقوا فرقتين بعد ان اخذوا ارتفاع القطب محرراً في المكان الذي افترقوا منهُ اخذت احدى الفرقتين في المسير نحو القطب الشمالي والأخرى نحو القطب الجنوبي وساروا على اشد ما امكنهم من الاستقامة حتى ارتفع القطب للسائرين في الشمال وانحط