صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/18

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٠ الرأي القديم في الفلك

للسائرين في الجنوب درجة واحدة ثم اجتمعوا عند المفترق وتقابلوا على ما وجدوه فكان مع احداهما ستة وخمسون ميلا وثلثا ميل ومع الأخرى ستة وخمسون ميلا بغير كسر فاخذ بالاقل وهو ستة وخمسون ميلا » اه . ولم يذكر ابو الفداء الّا عملاً واحداً والحال أنهما عملان جريا في آن واحد احدها في برية سنجار من بلاد ما بين النهرين والا خر الى الشمال من بلد الشام بين تدمر والفرات وقد اثبتهما ابن يونس وهو من فحول علماء الهيئة الذين نبغوا في عصر الخلفاء العباسيين وكانت وفاته سنة ١٠٠٨ للميلاد . قال سناد ابن علي امرني المأمون ان احقق وخالد ابن عبد الملك درجة من الدائرة العظيمة على سطح الارض فذهبنا لذلك وسار عليّ ابن عيسى الاسطرلابي وعلي بن البحتري في طريق اخرى اما نحن فتوجهنا الى ان وصلنا بين أفامية وتدمر فوجدنا الدرجة ٥٧ ميلا ووجدها كذلك علي بن عيسى وعلي بن البحتري وبعثنا بالخبر فوصل في آن واحد ، وذكر ابن يونس رواية احمد بن عبد الله الملقب بحبش في كتابه مطالع الأرصاد وحاصلها أن العلماء ساروا في برّية سنجار وتحققوا الدرجة فوجدوها ستة وخمسين ميلا وربع ميل والميل اربعة آلاف ذراع هاشمية والذراع الهاشمية وضعها المأمون . وهي ٥٤١\١٠٠٠ من المتر فالميل العربي يعدل ٢١٦٤ متراً والدرجة من ٥٦ ميلا وربع الميل اي ٧٢٥ ١٢١ متراً

اما ابعاد الشمس والكواكب عن الارض فاول من حاول معرفتها بطريقة علمية ارسترخس اليوناني الذي نشأ سنة ٢٨١ قبل المسيح فانة راقب البعد بالدرجات بين الشمس والقمر حينما يكون القمر في التربيع أي حينما يكون نصف وجهه المتجه الينا منيراً وقاس الزوايا الحاصلة من رسم ثلاثة خطوط بين الشمس والأرض والقمر واستنتج منها ان بعد الشمس عن الارض يجب ان يكون بين ثمانية عشر وعشرين ضعف بعد القمر عن الارض . والنتيجة خطأ ولكن الطريقة صحيحة . وقد أخطأ في النتيجة لانه اخطأ في قياس الزوايا . وحاول معرفة بعد الشمس عن الارض من معرفة عرض ظل الأرض الذي يمر فيه القمر حينها يخسف. والطريقة صحيحة وبقيت معمولاً بها ١٦٠٠ سنة ولكن النتيجة التي وصل مستعملوها اليها غير صحيحة لأنهم لم يستطيعوا ان يقيسوا زاوية اختلاف الشمس بالتدقيق

ويقال ان هبرخس الفلكي المشهور اعتمد على هذه الطريقة فوجد ان جرم الشمس يعادل ١٠٥٠ جرماً مثل جرم الارض اي ان قطرها مثل قطر الارض