صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/32

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ناموس الجاذبية – سعة الكون وقياس ابعاده . - الفصل الخامس ناموس الجاذبية – سعة الكون وقياس ابعاده - رأينا مما تقدم ان الشمس وكل السيارات التي تدور حولها والارض منها وكل الاقمار التي تدور حول السيارات – هذه الاجرام كلها كبيرها وصغيرها معلقة في الفضاء على لا شيء فما هي القوة التي تحفظها في الفضاء وما هي القوة التي تديرها يقال ان الفيلسوف اسحق نيوتن كان مرة يفكر في هذا الموضوع فرأى تفاحة وقعت من شجرة فقال في نفسه ان الذي اوقعها الى الارض يجب ان يكون قوة في الأرض جذبتها اليها وان كانت الأرض تجذب التفاحة فهي تجذب كل ما عليهـا وكل ماحولها ولا بد من انها تجذب القمر ايضاً. ثم اخذ يفكر فيها يمنع وقوع القمر على الارض ويبقيه في فلكه دائراً حولها فاستنتج بعد إعمال النظر ان القمر تحت سلطة قوتين الاولى تجعله يسير في خط مماس لدائرة فلكه حول الارض والثانية تجذية نحو مركز الارض فيسير بين هاتين القوتين مثل كل الاجسام التي تفعل بها قوتان في جهتين احداها مائلة على الأخرى ولذلك يدور حول الأرض كما اذا ربطت تفاحة بخيط وامسكت بطرفه وادرتها بسرعة حول يدك فانها تدور حولها في دائرة الحبل نصف قطرها ولا تستطيع الافلات لان الحبل بربطها بيدك مع انها تحاول ذلك كما يظهر لك من شدها بالخيط ولا تقمع على يدك لان حركها السريعة تضطرها إلى الابتعاد عن يدك. ولكن اذا انقطع الخيط ابعدت عن يدك بعيداً واذا قلت حركة الادارة وقعت على يدك او على الأرض . وكذلك القمر فانه مدفوع بقوة شديدة والارض تجذبه اليها بقوة الجاذبية فيسير بين هاتين القوتين فاذا ضعفت قوة الدفع وبقيت جاذبية الأرض على حالها سقط على الارض واذا زالت الجاذبية او ضعفت وبقيت قوة الدفع على حالها سار في الفضاء مبتعداً عن الارض . ولما ثبت له ذلك بالبرهان الهندسي ورأى انطباقه على سير القمر اطلق هذا التعليل على دوران الأرض وسائر السيارات حول الشمس ودوران الاقمار حول سياراتها فوجده منطبقاً بنوع عام . ومن ثم فالجاذبية ناموس عام يشمل الكون و من اطلع على الادلة الحسابية والهندسية التي استدل بها السر اسحق نيوتن على صحة هذا التعليل واثبات هذه الحقائق عجب من سمو عقله وبعد نظره وقال