صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/33

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سائط على الفلك مع القائلين انه اكبر فيلسوف رياضي قام في المسكونة . وهذا هو المراد من اكتشاف الجاذبية فانه يراد به اكتشاف نواميسها وتعليل حركات الكواكب بها لا مجرد القول بإن التفاحة تسقط على الأرض بجذب الأرض لها ولم يكتشف العلماء حتى الآن حقيقة هذه الجاذبية ولا فرضوا لتعليلها فرضاً ينطبق على كل افعالها . اما حركات السيارات والاقمار التي فرض انها تفعل مع الجاذبية في جعل هذه الاجرام تدور في دوائر فالمظنون ان سبها كون كل حرم منها انفصل عن الحرم الذي يدور حوله بقوة دافعة يقال لها قوة التباعد عن المركز فصار تحت سلطة قوتين القوة الدافعة والقوة الجاذبة التي هي من الجاذبية العمومية والجاذبية غير مقصورة على جذب الجسم الكبير للصغير بل هي عامة فالصغير يجذب الكبير كما يجذب الكبير الصغير اي هي تجاذب بين الاجسام ومقدارها مناسب لاحرام الاجسام اي لمادتها أو لثقلها . وما النقل الا نتيجة من نتائج الجاذبية وما اكتشفه السر اسحق نيوتن واثبته ان الجاذبية نقل بالابتعاد عن الجسم الصادرة منه على نسبة مربع البعد . فاذا كانت جاذبية جسم تساوي مائة رطل على بعد مترين منه صارت عشرة ارطال فقط على بعد اربعة امتار ، واذا كانت جاذبيته تعدل ثلاثة ارطال على بعد ثمانية امتار صارت 48 رطلا على بعد مترين . اي ان الجاذبية تنقص كمربع البعد او تتغير كمربع البعد بالقلب حسب اصطلاح الرياضيين . ولو دنا القدر من الارض حتى صار على نصف بعده الحالي عنها لتغلب جذبها عليه فوقع عليها . ولو ابعـد عنها كثيراً لضعف جذبها له فاندفع في الفضاء ووقع على الشمس او انجذب الى سيار آخر من سياراتها وهذا التفاعل بين الاجرام السموية الذي يطلق عليه اسم الجاذبية العمومية انتبه له بعض العلماء من قديم الزمان فاشار اليه بطليموس صاحب كتاب المجسطي حاسباً انه هو الذي يجعل الاجسام تقع على الارض متجهة نحو مركزها وهو الذي بربط كواكب السماء بعضها ببعض . ويقال ان موسى بن شاكر (1) المهندس الذي (۱) قال ابن القفطي في كتابه اخبار العلماء الحكماء « ان موسى بن شاكر كان مهندساً مشهوراً من منجمي المأمون وكان بنوه الثلاثة محمد واحمد والحسن من ابصر الناس بالهندسة وعلم الحيل وهم ممن تناهي في طلب العلوم القديمة و بذل فيها الرغائب وانفذوا الى بلاد الروم من اخرجها اليهم فاحضروا النقلة من الاصقاع والاماكن بالبدل السني وكان الغالب عليهم من العلوم الهندسة