صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/42

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الكسوف والخسوف جزئياً . ومدة الكسوف الكلي في المكان الواحد قصيرة لا تزيد على خمس دقائق واكثر ما يحدث في السنة الواحدة خمسة كسوقات وخسوفان او اربعة كسوفات وثلاثة خسوفات واقل ما يحدث في السنة كسوفان ولكن قد لا يحدث فيها خسوف ما وابهج المناظر التي ترى بالنظارات الفلكية منظر الكسوف الكلي حينها يتكامل فانه يظهر حينئذ حول الشمس اشعة من نور لؤلؤئي والسنة من نار حمراء لم تكن ترى من قبل لان نور الشمس الساطع كان يمنعنا من روينها فلما توسط القمر بيننا وبين الشمس وحجب نورها عنا بانت هذه الالسنة ببهائها وقد اطلق عليها العلماء اسم الأكليل الشمسي وعلى ألسنة النار اسم الكروموسفير وليس بين الحوادث السموية ماهو اوقع في النفس من منظر الخسوف والكسوف ولاسيما منظر الثاني اذا كان كليا فأظلم به الجو وانتقل الناس في دقائق قليلة من النهار إلى ما يشبه الليل ولما حدث الكسوف الكلي في ٢١ اغسطس سنة 1914 بعد ابتداء الحرب رصده علماء الفلك في اسوج فرأوا انه لما كاد القمر يحجب كل وجه الشمس كما ترى في الشكل الثالث المقابل ابتدأ ظهور الاكليل ولما تم الاختفاء ظهر الاكليل ببهائه كما ترى في الشكل الرابع وبإن حينئذ للعين المجردة كما ترى في الشكل الخامس ولكن هذه الصورة لا تدل على بهاء المنظر وجلاله لانها خالية من الالوان البديعة التي ترى حينئذ من ابيض واصفر وبرتقالي واحمر وبنفسجي . ومها يتفان المصورون لا يبلغوا ما يرسمه النور في السماء من بديع الالوان وقد تقدم ان ذلك الزهرة ضمن فلك الارض اي انه اقرب الى الشمس من ذلك الارض ولذلك يتفق ان عمر الزهرة بيننا وبين الشمس تماماً فترى كنقطة سوداء جارية على وجه الشمس . وما يصدق على الزهرة من هذا القبيل يصدق على السيار عطارد . ولا بد لرؤية مرورها من الاستعانة بزجاجة مدخنة تحجب اكثر اشعة الشمس اثلا تو ذي العين ومن الاجرام السموية التي يحجب بعضها بعضاً المشتري والمارة فان له اناراً صغيرة تدور حوله فاذا اتفق ان مر قمر منها وراءه بالنسبة الينا رأيناه يختفي تم يظهر بعد هنيهة أي حينها يجتاز وراء حرم السيار الا ان خسوف القمر ليس من هذا القبيل لانه لا يخسف بمرور حرم سموي