صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/46

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۳۲ الشمس الفصل السابع الشمس الشمس سيدة الكواكب التي منها ارضنا وهي مصدر تورها وحرارتها وركن ما فيها من حياة وقوة . وقد مر على الانسان قرون كثيرة يراها ويتوقع طلوعها يوماً بعد يوم ولاسيما اذا كان في اقليم بارد بعد ان ادرك انها مصدر النور والحرارة وعلة هو النبات وخصبه . وعرف النابغون من ابنائه انها كبيرة الحجم بعيدة المدى ولكنهم لم يعلموا ان بعدها عنا يبلغ 93 مليون ميل وان جرمها اكبر من جرم الارض مئات الوف من المرات كما اثبت المتأخرون وكما ابنا في الفصول السابقة . ولم يكن يخطر على بال احد منهم أن جرماً هذا بعده عنا يستطيع الانسان ان يقيس ه بالضبط طبائعه ودرجة حرارته ونوع العناصر الداخلة في تركيبه لكن ذلك كله اصبح الآن معروفاً كما تقدم وكما سيجيء وكان المظنون ان الشمس جسم ناري جامد لكن ثبت الآن انها غاز منضغط كثيف . نعم ان العناصر التي تتألف منها هي مثل العناصر الارضية الجامدة بل الشديدة الصلابة كالحديد والفضة والنحاس والنكل والزنك والقصدير ولكن الحرارة الشديدة التي في الشمس صهرت هذه المعادن وصيرتها غازاً . والاذب الشديد الذي في الشمس منع هذه الغازات من الانتشار والافلات وضغطها ضغطاً شديداً حتى صار ثقلها النوعي اكثر من ثقل الماء . فاذا حسبنا ثقل. من الماء مائة رطل فنقل حجم يساويه من مادة الشمس 141 رطلا ولكن ثقل حجم يساويه من 550 رطلا قادة الشمس اخف من مادة الارض بسبب حرارتها الشديدة مادة الأرض التي تزيد البعد بين جواهرها ولا نستطيع أن تنظر الى الشمس ونستجلبها كما تنظر الى القمر لان نورها الساطع بر المين ولكن يسهل علينا أن ننظر اليها من خلال زجاجة ملونة بلون قاسم او مدخنة بالسناج . فاذا وضعنا لوحاً من الزجاج في لهب شمعة مشتعلة أكتسى هبابا اسود وبقي فيه شيء من الشفوف فيحجب كثيراً من نور الشمس اذا نظرنا اليها من خلاله ولكننا لا نستوضحها مع ذلك بل نراها كصفيحة من الحديد الصقيل المحمى الى درجة الحمرة . واذا استعنا حينئذ بنظارة مقربة لم نر وجهها صقيلا