صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/53

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يسائط علم الفلك القوة الدافعة المشعة منها . وكان المظنون ان حرارة الشمس على سطحها تبلغ الملايين من الدرجات اذا قيست بحرارة الهواء او حرارة النار التي تقاس بالترمومتر او البيرومتر ولكن ثبت الان من البحث المدقق انها لا تزيد على نحو ستة آلاف درجة اي انها مضاعف الحرارة اللازمة لصهر اشد المعادن احتمالا للحرارة كالذهب والبلاتين واختلف العلماء في سبب حرارة الشمس وفي كيفية تجددها حتى تبقى الشمس الوفاً من السنين في هذه الدرجة من الحمو ولا تبرد كما يبرد كل جسم حار اذا شعت الحرارة منه في الفضاء . فارتأى البعض ان وجماً كثيرة تقع على الشمس كما تقع بعض الرحم على الارض فتولد حرارة بوقوعها ومصادمتها للشمس تقوم مقام ما ينفد منها من الحرارة بالاشعاع . ولكن لو كانت الرجيم التي تقع عليها كافية لذلك لوجب ان يزيد حرم الشمس من سنة الى اخرى زيادة تظهر كبيرة على مر القرون وتؤثر في حركات السيارات ولا دليل على حدوث هذا التأثير . وارتأى هامهلتز أن جرم الشمس آخذ في التقلص شيئاً فشيئاً وقليل من التقلص يكفي لان يولد فيها حرارة شديدة فانه اذا تقلص جرمهاحتى قصر قطرها 30 متراً فقط في السنة تولد من هذا التقلص كل الحرارة التي تشع منها تلك السنة . ولكن ثبت بالحساب بعـد ذلك انه لو كانت حرارة الشمس حادثة من تقلص جرمها فقط لما عاشت اكثر م ثر من 15 مليون سنة وهي اقدم من ذلك كثيراً فان الارض اكثر من مئة مليون سنة كما يستدل الجيولوجيون من بعض الافعال الجيولوجية والارض بنت الشمس كما لا يخفى والشمس أقدم منها جدا . والمرجح الان ان حرارة الشمس حادثة من فعل جواهرها اي ان ما لا نهاية له في الصغر يفسر ما لا نهاية له في الكبر . فان كان فيها مقدار كبير من الراديوم فهو يشع الحرارة لذاته بالحلال دقائقه ويكفي التعليل حرارة الشمس . وان كانت حرارتها ناتجة من انحلال جواهرها فهي تكفيها ملايين لا تحصى من السنين فان في جواهرها من القوة ما يعادل ۲۰ مرقاة الى القوة الرابعة والحمسين اذا قيست بدرجات الحرارة WO اما العناصر التي ثبت وجودها في الشمس حتى الآن فتبلغ 45 عنصراً وكلها من العناصر الأرضية

      • **

قلما يخطر لنا يبال ان الشمس على عظم بهائها وسنانها ليست الا كوكباً من