صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/58

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

القمر ميلا منها ثم يبتعد عنها حتى يصير على ٢٥٢٩٧٢ ميلا ً .ومتوسط بعده ٢٣٨٨٤٠ ميلاً وقطره ٢١٥٩ ميلا فاذا كان على اقرب بعده من الأرض قيل انه في الأوج واذا كان على ابعد بعده من الارض قيل انه في الحضيض. فاذا كان في الاوج ظهر كبيراً . واذا كان في الحضيض ظهر صغيراً أصغر من قرص الشمس ، ونسبته في الاوج الى نسبته في الحضيض كنسبة الدائرة الخارجة إلى الدائرة الداخلة في الشكل الأول المقابل {. وهو يدور على نفسه في المدة الذي يدور فيها حول الارض فلا نرى الأوجهاً واحداً من وجهيه . ولو كان سيره في فلكه منتظاً تماماً لما رأينا منه الا نصفه المتجه نحونا ولكن محوره غير عمودي تماماً على سطح فلكه فاذا مال قطبه الشمالي او الجنوبي نحونا رأينا ايضاً بعض نصفه الاخر وكذلك نرى قليلاً الجانب الشرقي والجانب الغربي من النصف الآخر لاسباب لا تدخل في هذه البسائط فنرى ثلاثة اخماس سطحه واما الحمسان الآخران فلا نراها مطلقاً هذه نقاط وحرم القمر مثل جزء من 49 جزءا من جرم الارض اي ان الارض تساوي 49 جسما مثل القمر ووجهه ليس على تمام الصفاء ولو كان بدراً فاذا نظرنا اليه بنظارة صغيرة رأينا فيه بقعاً منيرة وبقعاً مظلمة كما ترى في الشكل الثاني . ولما رئيت البقع عند أول اختراع النظارات ظن ان المظلمة منها بحار فسميت باسماء مختلفة مثل بحر الانواء وبحر الزمهرير وبحر الغيوم وبحر الرطوبات وبحر الرحيق وبحر الخصب . اما الان فثبت ان القمر خال من الماء وان البقع المظلمة سهول فسيحة ولكنها لم تزل تسمى باسمائها القديمة . واتضح ان البقع المنيرة حبال عالية وما فيهـا سوداء منخفضات في تلك الحيال ككؤوس البراكين الارضية . والمرجح ان الجبال كانت براكين ثائرة في سالف عهدها والمنخفضات التي فيها كانت بحيرات من المواد المصهورة . وبراكينه اكثر واكبر من براكين الارض فقد رسم منها احد الفلكيين ۳۳۰۰۰ بركان ووجد ان الفا منها سعة الواحد منها تسعة اميال على الاقل وفي القمر سلاسل طويلة من الجبال والأودية . وبعض الأودية واسع جدا كالسهول الفسيحة وبعضها ضيق كأنها مجاري الأنهار وقد قيس ارتفاع بعض هذه الجبال من عهد غاليليو مكرر قياسه فاذا ارتفاع ارفعها نحو ٢٦ الف قدم فهي مثل أعلى جبال الارض تقريباً