بسائط علم الفلك (۲) سبب ظهوره هلالا ثم تزايده ثم تناقصه اذا التفتنا إلى القمر عند غروب الشمس فوجدناه على نحو ۲۰ درجة فوق الافق الغربي رأيناه هلالا . واذا وجدناه حينئذ فوق رؤوسنا رأيناه نصف دائرة واذا وجدناه طالعاً من الأفق الشرقي رأيناه دائرة كاملة. ولو استطعنا رؤيته وقها يغيب مع الشمس لوجدناه دائرة غير مثيرة فما سبب ذلك كله ان الشمس بعيدة عنا بعداً شاسعاً كما تقدم والقمر قريب منا بالنسبة اليها ويقع نورها عليه فينير نصف كرته كما يقع على الأرض وينير نصف كرتها . وهو بدور حول الارض كما تقدم من الغرب إلى الشرق فاذا اتفق ان وقع بيننا وبين الشمس في دورانه حولنا فان نصفه المنير يكون متجهاً نحو الشمس ونصفه المظلم نحونا كما ترى عند الرقم 1 في الشكل الثالث فقلما نراه في النهار لأن شدة نور النهار منعنا من رؤيته غالباً كما تمنعنا من رؤية النجوم . وفي اليوم التالي يكون القمر قد تقدم الى الشرق لانه يقطع في اليوم نحو 13 درجة في دورانه حول الأرض فنرى حرفاً دقيقاً من جانبه المنير وقد لا تراه حينئذ لانه يغيب قباما يقل نور الشفق قلة كافية لرؤيته ثم نراه في اليوم التالي او الذي بعده كما ترى عند الرقم ٢ . واذا وصل الى اعلى قبة السماء كما ترى عند الرقم 3 فاننا نرى نصف نصفه المنير اي نراه نصف
دائرة مثيرة ويقال انه في الربع الأول ثم يزيد ما نراه منه بتقدمه شرقاً . ومتى طلع من الشرق حين غروب الشمس يكون كل وجهه الواقع عليه نور الشمس متجهاً الينا فنراه يدرأ كاملا كما ترى عند الرقم 5 . ثم ينقص ما تراه منه منيرأرويد أرويداً بتأخر طلوعه بعد الغروب الى ان يطلع مع الشمس فيكون محاقاً لان كل وجهه المنير يكون حينئذ متجهاً نحو الشمس والمتجه نحونا أنما هو وجهه الآخر المظلم (۳) سبب تغير موقع القمر في السماء القمر بدور دورة كاملة حول الارض كل ٢٧ يوماً ونحو ثلث يوم وعنـد التحقيق ٢٧ يوماً و7 ساعات و43 دقيقة فلوكان ثابتاً في مقره كالنجوم الثوابت نسبة إلى الارض لرأينا موقعة بينها لا يتغير من يوم الى آخر فيطلع معها ويغيب معها بسبب دوران الأرض على محورها يوماً بعد يوم ولرأينا موقعة في الفلك يتغير من يوم ا م الى آخر مثل موقع جميع النجوم الثوابت لاغير بسبب دوران الارض في فلكها حول الشمس . ولكن القمر لا يكتفي بهاتين الحركتين الظاهرتين اللتين -1- Y {A
