صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/114

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٢٨
بشير بين السلطان والعزيز

كوبران أزرق. والأمراء منهم لبسوا السروال الأبيض والمنطقة الحريرية الطرابلسية والقميص والمنتيان والكوبران الأزرق المطرز وعمة من الحرير أو الكشمير ومستاً. والنسوة لبسن القميص الطويلة والقمباز المنقش أو القنابيز المنقشة الملونة متراكمة بعضها فوق بعض بقـدر المستطاع. ووضعن على رؤوسهن الربطات الكبيرة أو الطاسة أو القرص، وشاع الطرطور في لبنان قرن مخروطي الشكل قاعدته عند الرأس يصعد منطقاً إلى الأمام حتى يتجاوز طوله نصف ذراع. وكان يصاغ من الذهب أو الفضة ويوضع فوق الطربوش على الرأس ويرسل فوقه الشنبر فيخطيه ويدل على الراس كاسياً جميع البدن أو معظمه. وقد وصف المعلم بطرس كرامة إحداهن به فقال:

ومطنطر فتكت لواحظه بنا
وأذاع فينا الفتك ثم أشاعا
فكأن خلقته لدى طنطوره
بدر أقام على الجبين ذراعـا

ومن لباسهن المقارص وهي كرات فضية في أسفلها شراريب حريرية. ومنه أيضاً القفوية تؤلف من نحو خمسين جديلة حريرية مشبكة يعلق بأطرافها نقود ذهبية وتطرح على الأكتاف مسترسلة. ومنه الشكة وهي تقود ذهبية ترصف على قطعة القماش يعصب بها الجبين. ومنه المالويات رقاقات فضية شبه دائرة توضع إلى جانب الرأس مقابل الطرطور. ومنه الصنوبريات والصفا والعقد والسوار والخلخال والخاتم والحلق1. وعاب الإفرنج الشرقيات للطنطور الذي لم يكن له مسحة من الكمال فحرم الأساقفة والكهنة لبسه فأبطل نحو السنة ١٨٤٨ واستبدل بالطرحة أو المنديل، وأدت ظروف الحرب إلى استبدال العمة الثقيلة بالطربوش فأوعز إبراهيم باشا إلى الشهابي الكبير وأولاده أن يطرحوا العمائم ويلبسوا الطرابيش فشاع لبسها تدريجاً ولبس الشهابي الكبير الطربوش العسكري والعامة لبست المغربي وكان أحمر طويلاً مسترسل الشرابة الزرقاء.

وبدأ استعمال الزجاج للنوافذ وشاع استعمال الأواني الزجاجية الأوروبية وأقدم الناس على شراء الصحون الصينية والكاسات والملاعق والشوكات ودخل مع هذه تدريجاً بعض الكراسي الأوروبية والمناضد فبدأت تحل محل الدشك والطبلية. وفي السنة ١٨٣٣ كرَّت العربة


  1. دواني القطوف لعيسى إسكندر المعلوف ص ٢٦٣ – ٢٦٤ ومجمع المسرات للدكتور شاكر الخوري ص ۱۱-۱۲ والروضة الغناء في دمشق الفيحاء لنعمان القساطلي ص ١٢٦ وتاريخ سورية لجرجي بني ص ۳۰۲-۳۰٣ وبحث الأمير موريس الشهابي مدير الآثار في مجلة متحف بيروت ج۱ ص ٤٧ - ٧٩