صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/3

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
الفصل السابع
الاضطرابات والقلاقل
١٨٣٤ - ۱۸۳٨

١ - المعارضة: واختلف الشوام في موقفهم من خروج العزيز. فقام بعضهم يؤيده ويؤهل بقواته الفاتحة. وفي طليعة هؤلاء اللبنانيون من دروز ونصارى ونصاری سائر أنحاء الشام وذلك لما كانوا يلاقونه من الظلم والاضطهاد على يد الولاة الأتراك. ومن هنا قول الشهابي الكبير إلى رسول قائممقام الصدارة سنة ١٨٣٢ «عندما تسأل الدولة عن رعاياها تسأل الرعايا عن الدولة»1. وهلل وكبر لقدوم هذه القوات الفاتحة نفر من الأعيان في المدن وأمهات القرى لما كان قد أصابهم من التخاذل بوصول أخصامهم إلى الحكم قبيل خروج العزيز على السلطان. ووقف معظم الشوام من أهل السنة والشيعة والنصيرية موقف المتفرج يضرعون إلى الله أن يحفظ رؤوسهم وأموالهم ويرددون القول المأثور «كل من أخذ أمي صار عمي». ولكن رهط الموظفين وقسماً كبيراً ممن عني بالسياسة آثروا الوقوف إلى جانب السلطان لأنهم أخطأوا التقدير وظنوا أنه ليس بإمكان والٍ من الولاة مهما عظم شأنه أن يقاوم الدولة وينتصر عليها في النهاية، ومن هنا قول الدمشقيين إلى إبراهيم باشا قبيــل زحفه على بلدتهم: «لأنه إذا أقدم أفندينا من طرفنا قبل فتح عكة وصادف أن قدمت الجيوش الجرارة من الآستانة فلا شك أن دولة أفندينـا يرجع إلى مصر ونصبح نحن بلا نصير فتصب السلطات التركية غضبها علينا»2. ووقف إلى جانب هؤلاء وشدد عزائمهم


  1. كتابنا الأصول العربية ج ١ ص ۹۸
  2. إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا ١٦ رجب ۱٢٤٧ (۱۸۳۱): المحفوظات ج ١ ص ۱٥۱-۱٥۲