صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/55

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
الفصل الثاني عشر
الثورة في سورية والحركة العامية في لبنان
۱۸۳۹ - ١٨٤٠

وانضم إلى صفوف المعارضة الذين فقدوا نفوذهم منذ بدء الاحتلال المصري ومن جرائه وإلى الذين رأوا في خروج العزيز على السلطان مخالفة للشرع الشريف والدين الحنيف آخرون من عملاء الآستانة استؤجروا خصيصاً لإيقاد نار الفتنة في بر الشام فجابوا البلاد طولاً وعرضاً يؤكدون قرب الأجل ويحضون السوريين واللبنانيين على الثورة. ويستدل من الأبحاث التي قام بها الدكتور هارولد تمبرلي في ملفات وزارة الخارجية البريطانية أن البارون بونسونبي السفير البريطاني في الآستانة بذل أقصى جهوده طوال مدة الاحتلال المصري لإثارة روح التذمر بين السوريين واللبنانيين من الحكم المصري وإعدادهم للثورة وأنه لم يعمل على «إشعال» الثورة بعد أن بدأ القتال بين السلطان وبين العزيز في شهر أيار من السنة ١٨٣٩1.

١ - في أريحا وجسر شغور: وهكذا فإننا نرى لهيب الثورة التي بدأ بها حاجي عمر أوغلو في جبل الأكراد ومصطق بك كوجوك علي في جبال باياس في شهر أيار من السنـة ١٨٣٩ يمتد إلى إدلب فأريحا وجسر شغور في تموز من السنة نفسها. ففي أوائل هذا الشهر هجم أحمد العبسي وأولاده وبعض الفراريين من الجيش من جبل أريحا على قرية أريحا ونهبوا أمتعة أورطتين من أورط الألاي الرابع والثلاثين وجرحوا الناظر وفروا هاربين. وفر الشيخ عبد الرحمن عمرو في الوقت نفسه من وجه التحقيق في القدس والتجـأ إلى التلال المجاورة للخليل وأظهر الخروج على الحكومة المصرية. وقام أحـد المتقاعدين


  1. مؤلفه إنكلترة والقرم ص ٤٢٤-٤٢٥