صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/66

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٨٠
بشير بين السلطان والعزيز

المتوالي والأمير منصور اللمعي إلى المــتن ليجمع رجالاً من هناك ويسير بهم إلى البقاع وأن أبا سمرا غانم توجه إلى طرابلس فأبقى مئـة نفر محافظين في أنطلياس ونهر الكلب ووصل إلى غزير فتبعه الشيخ يوسف حمزة حبيش والشيخان بطرس وحنا حبيش، وأنه نهض بعد ذلك إلى الفتوح فتبعه الشيخ زعيتر راشد الدحداح وجماعة ووصل إلى المنيطرة فتبعه الحماديون بمئتي نفر ثم قام إلى جبة بشري فجمع منها رجالاً ونزل إلى زغرتا فلما بلغ والي طرابلس قدومه أرسل إليه أربعة آلاف نظامي بمدافع فاقتتل الطرفان وانكسر أبو سمرا وقتـل من جماعته سبعة ومن الجيش المصري عشرون ثم عاد أبو سمرا فالتقى الجيش في قرية إيمال فكسرهم معملاً في أقفيتهم السلاح آخذاً منهم مدفعاً وقاتلاً خمسين مقابل عشرين1.

وكان قد وقع بعض أعيان الدروز وبعض أعيان النصارى عهدا على أنفسهم باتفاق الكلمة والعمل الموحد وذلك في السابع من حزيران في كنيسة أنطلياس وبشهادة قسها أسبيريدون العرموني2. فازداد الشبان نشاطاً وحماساً واندفعوا للتخريب والمناوشة في بيروت وصيدا والبقاع.

٧ - العزيز وإخماد الحركة: ووردت هذه الأخبار تترى على الشيخ الجليـل عزيز مصر فضاق صدره وهدد في ساعة غضبه أنه سيتحرك هو بنفسه إلى لبنان بسبعين مع الدونماي السعيدة3 ثم علم بإقصاء خصمه خسرو باشا عن مقام الصدارة فظن أنه آن الأوان لمصر أن تنال بغيتها فآثر البقاء في الإسكندرية مضطراً. ولكنه نظراً لما كان قد شاع عن سفره بالذات إلى لبنان رأى ألا يرسل العساكر بقيادة قائد عادي فقرر أرسالهم بقيادة حفيده عباس باشا وكتب إلى سليمان باشا يحيـل إليه وضع الخطط الحربية اللازمة وقرر إرسال ألايي الرديف الإسطانبوليين وألالي المشاة السادس والعشرين والثلاثين وعشرة سركردات من الباشبوزق وبطارية من مدافع الجبل الخفيفة. وكتب إلى الشهابي الكبير: «احتراماً لشخصك لا يجب أن يهجم العسكر على من منحتهم الأمان ولا أن يطلب إليهم تسليم السلاح وإنما يضرب العسكر العصاة وينزع أسلحتهم حرباً وقهراً»4.


  1. أخبار الأعيان ص ٥۹۳ - ٥٩٤ وجاء في تقرير سلمان ثابت بك أميرالاي الفرسان الرابع والعشرين المرابط في طرابلس أنه قتل من الثوار في موقعة إيمال ما لا يقل عن أربع مئة نفس: المحفوظات ج۱ ص ٤٠٣ و٤٠٤
  2. كتابنا الأصول ج ٥ ص ۱۰۰
  3. محمد علي باشا إلى الأمير بشير الشهابي – ٩ حزيران سنة ۱۸٤۰ المحفوظات ج ٤ ص ۳۷۰
  4. محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا – ۱۷ حزيران سنة ١٨٤٠ – المحفوظات ج ٤ ص ۲۷۷-۳۷۸