الوجودية اجانب الساير منها الوجودية هي احدی و المدارس الفكرية التي كثرت في عالم الثقافة الفرنسية وذكرنا في مقالنا السابق أنها تظهر هناك كما تظهر الأزياء الموسمية بين طلاب الجديد في الملابس والملاعب والعادات الاجتماعية . وقلنا في ختام المقال أننا « قد تعرض لبعضها في مقال آخر على سبيل المثال ، وعلى سبيل التنبيه » ونختار « الوجودية » للكلام عنها في هذا الصدد لأنها أحدث المدارس أو « الأزياء الفكرية » شيوعا و انتشارا بين العاصمة الفرنسية والبينات التي تتلقى هذه الأزياء الجديدة منها ، ولأنها تتناول من المسائل مالا تتناوله الأزياء الأدبية والفنية في أغلب الأحوال . اذا هی « فلسفة حياة » وليست مجرد بدعة في الكتابة والتصوير ، فهي شديدة المساس باخان والقيم الانسانية على اختلافها ، وهي قابلة الأن يفسرها بعضهم تفسيرا يهدم كل ما بناه النوع الانساني في تاريخه الطويل من المأثورات ، الصالحة والمثل العليا فقد سمیت بحق من جراء هذه التفسيرات ( بفلسفة العدم » التي تقضي ببطلان كل حكمة للوجود وكل مسعى تتعلق به آمال ( الموجودين » • وهي عدا هذا وذاك أصلح مثال لبيان « الطابع » الذي تتسم به الأزياء الموسمية في الثقافة الفرنسية ، فان هذه الفلسفة التي تسمى الآن بالوجودية لم تنشأ في فرنسا ولم تكن قبل انتقالها إلى باريس « زيا فكريا » يسرى بين طاعة من طوائف المجتمع ويتخذه القائلون به نحلة تنتظم العلاقات بين أفرادها على العرف الذي تخيلوه ولكنها نشأت في الدنمرك والبلاد الألمانية فكرة ثم أصبحت نجلة « أو زیا ( A
صفحة:بين الكتب والناس (1952) - العقاد.pdf/14
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.