صفحة:بين الكتب والناس (1952) - العقاد.pdf/9

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

المیرا سرا الأدبية في الغرب و المنافسين أيام « لويس الرابع عشر » كان البلاط الفرنسي أفخر بلاط في البلاد الأوربية، وكان كل نبيل من نبلائه وكل نبيلة من نبيلاته . مثابة ملاك صغير أو ملكة صغيرة. يحاولان أن يجعلا من قصر هما الباذخ بلاطا صغيرا يحكي بلاط الملك الأكبر في الأمة والزينة، ويجتذب اليه كل ما يلفت النظر ويذيع الشهرة ويرجح صاحبي القصر على و المنافسات في رفعة القدر ومعالم السلطان والجاه وكان هؤلاء النبلاء والنبيلات في سعة من الوقت، وفي سعة من المال . وفي سعة من النفوذ ، فلم يكن عندهم ما يشغلهم عن التنافس فيما بينهم على كبار الأمور وصغارها يغدو هذا النبيل الى السباق في ركب من الأصحاب والأنباع يعاو به على نظرائه ، فلا تنقضي فترة حتى يدركه نظير من هؤلاء النظراء بركب أفخم من ركبه وشارة أجمل من شارته ، ومزية لم يسبقه اليها سابق في العاصمة بامرهما فاذا العاصمة بأسرها قد انشطرت في ذلك الموسم شطرين : شطر من هذا الزي ، وشطر من ذاك ، ولايزال التنافس بين الزيين قائما حتى يبرز لهما من بين الصفوف زی جدید وتبتدع هذه النبيلة بدعة جديدة في حليتها أو كسوتها أو تصفيف شعر ها ، فلا تلبث زميلة لها أن تستها بنفاسة المالية وأناقة الكسوة و طرافة الجديلة ، وتنشب المعركة من ثم بين المتشبهات بهذه والمتشبهات بتلك ، حتى يبرز طن بما يشغلهن جميعا بطاريء جايد أفانين التحمل . و فتنة الأنظار ، والأسماع . و 4 ۳