صفحة:تاج العروس1.pdf/24

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٢٤ (شرح خطبة المصنف)

هذا كتاب الصحاح سيدما . صنف قبل السماح في الادب . تشمل أبوابه وتجمع ما . فرق في غيره من الكتب ( غير أنه) أى الصحاح قد فاته ) أى ذهب عنه ( نصف اللغة) كذا فى نسخة مكية وفي الناصرية على ما قيل ثالنا اللغة (أو اكثر ) من ذلك أي فهو غير تام لفوات اللغة الكثيرة فيها قال شيخنا و صريح هذا النقل يدل على انه جمع اللغة كلها و أحاط بأسرها وهذا أمر - متعذر لا يمكن لاحد من الاتحاد الا الانبياء عليهم الصلاة والسلام . قلت وقد تقدم في أول الكتاب نص الامام الشافعي رضى الله عنه فيه فإذا عرفت ذلك ظهر لك ان ادعاء المصنف حصر الفوات بالتصرف أو الثلاثين في غير محله لان اللغة ايس ينال منتهاها افلا يعرف لها نصف ولا ثلث ثم ان الجوهرى ما ادعى الاحاطة ولا سمى كتابه البحر ولا القاموس وانما التزم ان يورد فيه الصحيح عنده فلا يلزمه كل الصحيح ولا الصحيح عند غيره ولا غير الصحيح وهو ظاهر انتهى ثم بين وجه الفوات فقال (اما باهمال) أى ترك (المادة ) وهي حروف اللفظ الدال على المعنى والمراد عدم ذكرها بالكلية (أو بترك المعانى الغريبة) أى عن كثير من الافهام لعدم تداولها - (النادة) أى الشاردة النافرة ( أردت أن نظهر ) أى ينكشف النادر المتأمل (بادي) منصوب على الظرفية مضاف الى (بدا) أى أول كل شئ قبل الشروع فى غيره (فضل كتابي هذا ( عليه أى النجاح فكتبت بالحمرة المادة ) أى اللفظة أو الكلمة - ( المهملة) أي المتروكة (لديه) أى الصحاح ( وفى سائر التراكيب) أى باقيها أو جميعها ( تتضح) أى تتبين وتظهر ظهورا واضحا (المزيد) الفضيلة والمأثرة (بالتوجه ) أى الاقبال وصرف الهمة (اليه) أى الى كتابه وفى هذا الكلام بيان أن المواد التي تركها الجوهرى | رحمه الله وزادها المصنف ميزها بما يعرفه او هى كتابتها بالحمرة لاظهار الفضل السابق والشيخنا رحمه الله هنا كلام لم نعطف الى بيانه زمام فانه مورث للملام والله سبحانه الملاك العلام ( ولم أذ كرذلك اشارة الى ما تقدم من مدح كتابه وذكر مناقبه (اشاعة) أى . اذاعة واظهارا للمفاخر) جمع مفخرو، فخرة بالفتح فيهما و بضم الثالث في الثاني لغة مشعل من الفخروية الى الفخار والافتخار هو المدح بالخصال المحمودة قال شيخنا وجوز البدر القرافي ضبط المفاخر بضم الميم اسم فاعل من فاخره مفاخرة وجعله متعلق ا ب أذكر أى لم أذكره للشخص المفاخر الذى يفاخرني فأفتخر عليه بالكتاب وهو من البعد بمكان ( بل اذاعة ) أى نشر او افشاء (القول أبي تمام حبيب بن أوس الطائي (الشاعر ) المعروف وهو لا زالت من شكرى فى حلة . لا به او سلب فاخر . يقول من تقرع أسماعه . ( كم ترك الاول للاخر) وهذا الشطر الاخير جار فى الامثال المتداولة المشهورة حتى قال الجاحظ ما علم انناس سوى قولهم . كم ترك الاول للآخر قوله ثم ان قوله الخ هذه ٣ ثم ان قوله ولم أذكر ذلك الخ ثبت في نسخة المؤلف كما صرح به المحب ابن الشحنة و أثبته البدر القرافي أيضا و شرح عليه المناوى | الجملة من كلام شيخه وابن عبد الرحيم وغير واحد وسقط من كثير من النسخ ( وأنت أيها البلغ) كأنه مضارع من مع البرق زيدت عليه أل ومعناه الذي يلمع - و لیست من كلام الشارح ويتوقدذ كا، و يتفطن الامور فلا يخطئ فيها و المعروف فيه اليلمعي بالياء المشددة الدالة على المبالغة كالا لمعى بالهمزة وأما الجمع فهو فكان عليه عزوه اليسه البرق الخلب و بمعنى الكذاب وكالهما غير مناسب (العروف) كصبور مبالغة في العارف أى ذو المعرفة التامة (والمعمع) هو ليبرأ من الرد عليه بما واله الصبر على الامور ومزاولتها و هو على تقدير مضاف أى ذو المعمع ( اليهفوف) كيعفور الحديد القلب ويطلق على الجبان أيضا قبل في شأن شرح المناوى وليس ، وادهنا (اذا تأملات) أى أمعنت فيه الفكر وتدبرته حق التدبر (سنيعى هذا) مصدر كا نصنع بالضم بمعنى المصنوع أى أنه سمع به ولم تصل يده اليه الذي صنعته وهو الكتاب المسمى بالقاموس (وجدته أى الصنيع أو الكتاب (مشتغلا) أى منظما ( على فرائد) جمع فريدة وهى قال وكم وجهت رائدا الطلب الجوهرة النفيسة والشذرة من الذهب والقطاعة التي تفصل بين الجواهر في القلائد كما سيد أتى (أثيرة) أى جليلة لها أثرة وخصوصية اليه ولم أقف إلى الآن تمتاز بها أو أن هذه الفوائد متلقاة من قرن بعد قرن ( وفوائد) جمع فائدة وهى ما استفدته من علم أو مال ( كثيرة) وفى الفقرة كاختها عليه اه من شرح السابقة حسن ترصيع والالتزام ( من حسن الاختصار) وهو حذف الفضول وازالتها أو الانيان بالكلام مستوفى المعاني والاغراض ديباجة القاموس وتقريب العبارة) أى ادنائها وتوصيلها الى الافهام بحسن البيان وتهذيب الكلام أى تنقيحه واصلاحه وازالة زوائده و ايراد المعاني الكثيرة فى الالفاظ اليسيرة) أى القليلة (ومن أحسن ما اختص به وتميز عن غيره وانفرد (هذا الكتاب) أى القاموس تخليص الواو من الياء الحرفان المعروفان أى تمييزها منها ( وذلك أى التخليص (قسم) أى نوع من التصرفات الصرفية واللغوية (يسم) من وسم اذا جعل له سمة وهى العلامة (المصنفين) هم أغة الفن الكبار (بالعى) وهو بالفتح العجز والتعب وعدم الاطاقة ويستعمل بمعنى عدم الاهتداء لوجه المرادو بالكسر الحصر والعجز فى النطق خاصة (والاعياء) مصدر أعبار با عبا اذا نعب قال شيخنا و بعضهم يقول العى من الثلاثي العجز المعنوى والاعداء الرباعي العجز الجسماني و المعنى ان هذا النوع في التصرف اللغوى والصرفى مما يوجب للمهرة فى الفن العجز وعدم القدرة حسا و معنى لما فيه من الصعوبة البالغة - والتوقف على الاحاطة التامة والاستقراء التام بل يتوقف ادراكها على اطلاع عظیم و علم صحيح (ومنها) أى من محاسن كتابه - الدالة على حسن اختصاره ( أنى لاذأ كر ما جاء من جميع فاعل) لذى هو اسم فاعل (المعتل العين) الذي عينه حرف علة يا ، أو واوا ( على فعلة) محركة فى حال من الاحوال ( الا أن يصح أى يعامل (موضع العين منه ) أى من الجمع معاملة الصحيح بحيث يتحرك ولا يعل