صفحة:تاج العروس1.pdf/586

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

017 (فصل الميم من باب الناء) (موت) فعل المكسور لا يكون ماضيه الا مفتوحا كعلم يعلم وشد من الصحيح نعم ينعم وفضل يفضل في ألفاظ أخر ومن المعدل العين مت بالكسر تموت و دمت تدوم وجماعة اقتصر وا هنا على هذه اللغة وجعلوها ثالثة ولم يتعرضو المات كاع لانه أقل من هذا ومنهم الشهاب - الفيومى في المصباح فانه قال مات الانسان يموت موتاومات يمات من باب خاف ومت بالكسر أموت لغة ثالثة وهى من باب تداخل | اللغتين ومثله من المعتل دمت تدوم وزاد ابن القطاع كدت تكود وجدت تجود جاء فيه ما نكاد و تجاد انتهى * قلت وهو مأخوذ من کلام ابن سیده وقال كراع مات بموت والاصل فيه موت بالك مريموت و نظیره دمت تدوم انما هو دوم (فهوميت) بالتخفيف ومیت) بالتشديد هكذافى نسختنا والذي في الصحاح تقديم المشدد على المخفف بضبط القلم ومات ( ضدحي) قال الأزهرى عن | الليث الموت خلق من خلق الله تعالى وقال غيره الموت والموتان ضد الحياة (و) من المجاز الموت السكون يقال (مات سكن) وكل - ما سكن فقد مات وهو على المثل ومن ذلك قولهم ماتت الريح اذار كدت وسكنت قال اني لأرجو أن تموت الريح * فأسكن اليوم واستريح ومن ذلك قولهم ماتت الخمرة سكن غليانها عن أبى حنيفة (و) من المجاز أيضا مات الرجل وهمد وهوم اذا (نام) قاله أبو عمرو ومن - المجاز أيضا ماتت النار موتا بر در مادها فلم يبق من الجرشي ومات الحر والبرد باخ ومات الماء بهذا المكان اذ انشفته الارض (و) مات - الثوب (بلي) وكل ذلك على المثل وعبارة الاساس ومات الثوب أخلق ومات الطريق انقطع سلوكه و بلد يموت فيه الريح كما يقال تملك فيه أشواط الرياح ومات فوق الرجل استثقل في نومه كل ذلك على المثل وفي اللسان في دعاء الانتباء الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا واليه النشور على النوم مونا لانه يزول معه العقل والحركة تمثيلا وتشبيه الا تحقيقا وقبل الموت في كلام العرب | يطلق على السكون وقال الازهرى ومثله في المفردات لابى القاسم الراغب ما نصه الموت يقع على أنواع بحسب أنواع الحياة فنها ما هو بإزاء القوة النامية الموجودة في الحيوان والنبات كقوله تعالى يحيى الارض بعد موتها ومنها زوال القوة الحسية كقوله تعالى ياليتني مت قبل هذا ومنها زوال القوة العاقلة وهي الجهالة كقوله تعالى أو من كان ميتا فأحييناه فانك لا تسمع الموتى ومنها الحزن | والخوف المكدر للحياة كقوله تعالى ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومنها المنام كقوله تعالى والتي تم تمت في منامها وقد قبل المنام الموت الخفيف والموت النوم الثقيل وقد يستعار الموت للاحوال الشاقة كالفقر و الذل والسؤال والهرم والمعصية وغير ذلك ومنه الحديث أول من مات ابليس لانه أول من عصى وفي حديث موسى عليه السلام قبل له ان هامان قدمات فلقيه فسأل ربه فقال له أما تعلم أن من أفقرته فقد أمته وقول عمر رضى الله عنه في الحديث اللبن لا يموت أراد ان الصبى اذا أرضع امرأة ميتة حرم عليه من ولدها وقرابتها ما يحرم عليه منهم لو كانت حية وقد رضعها وقيل معناه اذا فصل اللين من الثدى وأسقته الصبي - فانه يحرم به ما يحرم بالرضاع ولا يبطل عمله بمفارقة الشدى فان كل ما انفصل من الحى ميت الا اللبن والشعر و الصوف الضرورة | الاستعمال انتهى (أو الميت مخففة الذى مات) بالفعل (والميت) مشددة ( والمائت) على فاعل ( الذي لا يمت بعد ) ولكنه بصدد أن يموت قال الخليل أنشدني أبو عمرو أيا سائلى تفسير ميت و ميت * فدونك قد فسرت ان كنت تعقل فن كان ذا روح فذلك ميت * وما الميت الامن الى القبر يحمل وحكى الجوهرى عن الفراء يقال لمن لم يمت انه مائت عن قليل وميت ولا يقولون لمن مات هذا مائت قيل وهذا خطأ وانما ميت يصلح الماقدمات ولماسيموت قال الله تعالى انك ميت وانهم ميتون قلت ومن هنا أخذ صاحب الناموس ما جعله تحقيقا وقد تحامل عليه شيخنا في شرحه وجمع بين اللغتين على بن الرعلاء فقال ليس من مات فاستراح بميت * انما الميت ميت الاحياء انما الميت من يعيش شقيا * كاسفا باله قليل الرجاء فأناس يمصصون ثمارا * وأناس حلوقهم في الماء قوله ثم أدغموا وقوله فجعل الميت كالميت وفي التهذيب قال أهل التصريف ميت كان تصحيحه ميوت على فعل ٢ ثم أدغموا الواء في الباء قال فرد عليهم وقيل الاتي فأرغمنا الخ فيه أن ان كان كما قلتم فينبغي أن يكون ميت على فعل فقالوا قد علمنا أن قياسه هذا ول كاتر كافيه القياس مخافة الاشتباء فرددناه الى لفظ فعل الذي يدعم هو الحرف الان ميت على لفظ فعل وقال آخرون انهما كان في الاصل مويت مثل سيد وسويد فأد غذا الياء في الواور نقلناه فقلنا ميت وقال الاول في الثاني وبالجملة بعضهم قبل ميت ولم يقولو اميت لان أبنية ذوات العلة تخالف أبنية السالم وقال الزجاج الميت الميت بالتشديد الا أنه يخفف يقال - فتحرر عبارته الى آخرها میت و میت و المعنى واحد و يستوى فيه المذكر والمؤنث قال تعالى انحيي به بلدة ميتا ولم يقل ميتة انتهى وقال شيخنا بعد أن نقل | قول الخليل عن أبي عمر وما نصه وعلى هذه التفرقة جماعة من الفقهاء والادباء وعندى فيه نظر فانهم صرحوا بأن الميت مخفف الياء مأخوذ و مخفف من الميت المشدد واذا كان مأخوذ انه فكيف يتصور الفرق فيهما في الاطلاق حتى قال العلامة ابن دحية في كتاب - التنوير في مولد البشير النذير بأنه خطأ في القياس ومخالف للسماع أما القياس فان ميت المخفف انما أصله ميت المشدد فخفف وتخففه