٣٣٨ فصل السين من باب النون ) (سکن) المحتاج وقد استعاذ صلى الله عليه وسلم من الفقر و يمكن أن يكون من هذا قوله تعالى أما السفينة فكانت المساكين سماهم مساكين الخضوعهم وذلهم من جور الملك وقد يكون المسكين متلا ومكثرا اذ الأصل فيه انه من المسكنة وهى الخضوع والذل وقال ابن الاثير - يدور معنى المسكنة على الخضوع والذلة وقلة المال والحال السيئة ( ج مساكين و) ان شئت قلت (مكينون) كما تقول فقيرون - قال الجوهرى وانما قالوا ذلك من حيث قيل للاناث مسكينات لاجل دخول الهاء انتهى وقال أبو الحسن يعنى ان مفعيلا يقع للمذكر والمؤنث بلفظ واحد نحو محضير ومنشير وانما يكون ذلك مادامت الصيغة للمبالغة فلما قالوا مسكينة يعنون المؤنث ولم - يقصدوا به المبالغة شبهوها بفقيرة ولذلك ساغ جمع مذكره بالواو والنون ( وسكن) الرجل ( وتسكن) عن اللحياني على القياس وهو الاكثر الافصح كماقاله ابن قتيبة (وتمسكن) كما قالو المدرع من المدرعة وهو شاذ مخالف للقياس نقله الجوهرى (صار مسكينا) وقد جاء في الحديث أنه قال للمصلى تبأس وتمسكن وتقنع يديك قال القتيبي كان القياس تسكن الا انه جاء في هذا الحرف تتفعل ومثله تمدرع وأصله تدرع ومعنى تمسكن خضع لله وتذلل وقال اللحياني تمسكن لو به تضرع وقال سيبويه كل ميم كانت في أول حرف فهى مزيدة الاميم معزی و میم معدوميم منجنیق وميم مأج وميم مهدد ( وهى مسكين ومسكينة) شاهد المسكين للانتى قول تأبط شرا قد أطعن الطعنة النجلاء عن عرض * كفرج خرقاء وسط الدار مسكين عنى بالفرج ما انشق من ثيابها ( ج مسكينات والسكنة كفرحة مقر الرأس من العنق) وأنشد الجوهرى لابى الطمعان حنظلة - ابن شرقی بضرب يزيل الهام عن سكناته * وطعن كنشهاق العفاهم بالنهق قال ابن بري والمصراع الاول اتفق فيه زامل بن مصادا القينى وطفيل والنابغة وافترقوا في الاخير فقال زامل وطعن كافواه المزاد المخرق * وقال طفيل * و ينقع من هام الرجال المشرب * وقال النابغة وطعن كايزاغ المخاض الضوارب ( وفي الحديث) انه قال يوم الفتح (استقروا على سكاتكم) فقد انقطعت الهجرة (أى) على مواضعكم و (مساكنكم) يعنى ان الله قد أعز الاسلام وأغنى عن الهجرة والفرار عن الوطن وخوف المشركين (والسكين) بكسرف تشديد ( م ) معروف وانهما أهمله من الضبط الشهرته ( كالسكينة) بالهاء عن ابن سيده وأنشد سكينة من طبع سيف عمرو * نصابها من قرن تیس بری وفي الحديث قال الملك لماشق بطنه ائتني بالسكينة هي لغة في السكين والمشهور بلاها، وفي حديث أبي هريرة رضى الله تعالى عنه ان سمعت با اسكين الا في هذا الحديث ما كا نسميها الا المدية يذكر ويؤنث) والغالب عليه التذكير وأنشد الجوهرى لا بي ذؤيب یری ناصحا فما بد افازا خلا * فذلك سكين على الحلق حاذق قلت وشاهد التأنيث قول الشاعر فعيث في السنام غداة قر * بسكين موثقة النصاب وقال ابن الاعرابي لم أسمع تأنيث السكين وقال ثعلب قد سمعه الفراء وقال ابن بري قال أبو حاتم البيت الذي فيه بسكين موثقة النصاب لا يعرفه أصحابنا * قات و يشهد للتأنيث فجاء الملك بسكين در هر همه أى معوجة الرأس قال ابن برى ذكره ابن الجواليقي في المعرب في باب الدال وذكره الهروى فى الغربيين وفي بعض الآثار من تولى القضاء فقد ذبح بغير سكين | وقال الراغب سمى لا زالله حركة المذبوح وقال ابن دريد فعيل من ذبحت الشئ حتى سكن اضطرابه وقال الازهرى سمى به لانها تسكن الذبيحة بالموت وكل شئ مات فقد سكن والجمع سكاكين ( وصانعها سكان) كشدار وسكاكينى ) قال ابن سيده الاخيرة عندي مولدة لانك اذا نسبت الى الجميع فالقياس ان ترده الى الواحد (والسكينة) كسفينة والسكينة بالكسر مشددة) قلت ) الذي حكى عن أبي زيد با الفتح مشددة ولا نظير لها اذلا يعلم في الكلام فعيلة وحكى عن الكائى السكينة بالكسر مخففة كذافى | تذكرة أبى على فالمصنف أخذا الكسر من لغة والتشديد من لغة تخلط بينهما وهذا غريب تأمل ذلك (الطمأنينة) والوداع والقرار والسكون الذي ينزله الله تعالى في قلب عبده المؤمن عند اضطرا به من شدة المخاوف فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه ويوجب له زيادة الايمان وقوة اليقين والثبات وهذا أخبر سبحانه وتعالى عن انزالها على رسوله وعلى المؤمنين في مواضع القلق والاضطراب كيوم - الغار ويوم حنسين (و) قد (قرى بهما) أى بالتخفيف والتشديد مع الكمر كما هو مقتضى سياقه والصواب انه قرى بالفتح والكسر والاخيرة قراءة الكسائي فراجع ذلك وفي البصائر ذكر الله تعالى السكينة في بستة مواضع من كتابه الاول ( قوله تعالى) وقال لهم تبيهم ان آية ملكه ان يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم) و بقيه ممانترك آل موسى وآل هرون الثاني قوله تعالى لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين اذا عجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيأ وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مديرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنود المروها الثالث قوله تعالى الاتنصروه فقد نصره الله اذ أخرجه الذين كفروا ثاني | اثنين اذهما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيد مينو دلم تروها الرابع قوله تعالى هو الذى | أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ايزدادوا ايمانا مع ايمانهم والله جنود السموات والارض الخامس قوله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين اذيبا يعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأنام -م فتحا قريبا السادس قوله تعالى ان جعل الذين كفروا
صفحة:تاج العروس9.pdf/238
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.