صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/109

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العربية فيها لطلبتها من طائفته الكاثوليكية. ولما انضم إلى جماعة الآباء البوليسيين في حريصا سنة ١٩٠٣ ما عتم أن باشر الرسالات في حوران وتنقل في قراها متفانيا في كل الأعمال الرسولية. وله عدة آثار كتابية في مجلة المسرة وكان أحد محرري مقالاتها الدينية والأدبية الممتازة. ومن منشورات قلمه رواية القديس سفستيانس الشهيد وزهور النفس من حديقة خوري أرس وكتاب المجمع الملي للروم الكاثوليك وكنوز النفس في الغفرانات ونبذة في صناعة الشعر العربي. ومن مقالاته الحسنة في المسرة ما سطره عن عوائد العرب وله بحث جغرافي تاريخي في حوران وغير ذلك مما زاد أسف اخوته على فقده

وفي أواسط ٩ شباط ١٩٢٢ استأثرت رحمة الله مرسلا غيورا من الطائفة المارونية اشتهر في كل أنحاء لبنان بمواعظه وبلاغته وأعماله الرسولية الخوري الأسقفي اسطفان الشمالي. نشر مع الطيب الذكر السيد جرمانوس الشمالي جزأين من الخطب والعظات أقبل عليهما لحسنهما لفظا ومعنى. وكان الخوري اسطفان شاعرا مجيدا له في ذلك آثار متفرقة

وفي ٢٠ أيلول من السنة ١٩٢٢ ودع الحياة المأسوف عليه القس نعمة الله أبو ناضر أحد مدبري الرهبانية اللبنانية البلدية. كان تلقى العلوم في كليتنا البيروتية وكان من المتضامنين من اللغة العربية فانتدب إلى تدرسيها ثم تعاطى فن المحاماة وحرر مدة روضة المعارف ونشر عدة مقالات فقهية وأدبية في المجلات والصحف السيارة في الآستانة وبيروت. ثم آثر العيشة الرهبانية وخدمة الدين إلى آخر حياته

وممن فقدته الآداب العربية أحد أخوة المدارس المسيحية (الأخ ساروفيم فكتور عطاء الله) المتوفى في كانون الثاني سنة ١٩٢٣. له تاريخ الآداب العربية منذ نشأتها طبعه في الإسكندرية سنة ١٩١٤ فأقبلت عليه المدارس لحسن تنسيقه فأعيد طبعه

ومن أنصار الآداب العربية الذين أصيبت بفقدهم طائفة الروم الكاثوليك المثلث الرحمات البطريرك (دمتريوس قاضي) الذي لبى دعوة سيده في ٢٥ تشرين الأول ١٩٢٥ في دمشق. كان له اهتمام خصوصي بتعزيز اللغة العربية في مدارس الطائفة في مصر والشام. وتدل كتاباته على ضلاعته بهذه اللغة فضلا عن معارفه الدينية الواسعة التي كان استقاها في باريس من أصفى مناهلها