صفحة:تاريخ الجزائر في القديم والحديث 3 (1964) - محمد الميلي.pdf/11

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

توطئة

كثيرة هي التعاليق التي كتبت عن الحكم التركي بالجزائر لكن أغلب هذه التعاليق تعتمد في الأحكام التي تصدرها على جزئیات هنا او هناك اكثر مما على الاستقراء والنظرة الشمولية.

والواقع أن اصدار حكم قاطع بشأن الحكم التركي في الجزائر يتطلب دراسة متعمقة لذلك العهد وتفاصيل وقائعه , و ليس في امكان محاولة مثل هذه هدفها هو التعريف العام جزائر العهد التركي ، أن تشتمل على التفاصيل التي تعتمد في إصدار الأحكام العلمية . لكن ذلك لم يمنعنا من التنصيص على خطوط التطور التي يستشعرها القارىء من خلال بعض الحوادث او الوقائع التي تصلح أن تكون علامات ودلائل يستطيع الباحث ان يهتدي على ضوئها إلى الوجهة التي ينبغي ان پر کز عليها أبحاثه ودراسته وتحليله و الحقيقة التي يلمسها الانسان عند بحثه في تاريخ هذه الفترة هي أن دراسة هذه الفترة لا يمكن أن تكون منفصلة عما قبلها من الفترات والعهود التاريخية في حياة وطننا . أن فهم كثير من الوقائع والأحداث في هذه الفترة يتطلب من الباحث أن يرجع إلى أغوار الماضي ؛ ذلك أن تفهم كثير من الوقائع والأحداث في العهد التركي بتطلب فهما عميقا للخصائ المميزة للشخصية الجزائرية ، والخصائص المميزة التي تتشكل منها الشخصية الجزائرية تتطلب دراسات تتناول حتى العهود التي سبقت دخول العرب واستقرار الإسلام بالجزائر . كما اشار الى ذلك بحق رئيس الجمهورية والأمين العام للمكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني في التقرير الادبي الذي قدمه الي اول مؤتمر للجبهة انعقد فوق ارض الوطن بعد الاستقلال

وفعلا فان الذي يبحث كل العهود التاريخية الماضية يجد أن هناك وقائع لا تفسرها إلا خطوط مستمرة تمثل المعالم المميزة للشخصية الجزائرية ، وهذه الخطوط المميزة الشخصية الجزائرية نجدها دائما واحدة لا تتغير سواء في المهد الفينيقي أو فيما تلاه من العهود ؛ وهذا لا يعني أننا نريد التقليل من أهمية العنصر العربي الاسلامي و مبلغ تأثيره