صفحة:تاريخ الجزائر في القديم والحديث 3 (1964) - محمد الميلي.pdf/12

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

في تركيب الشخصية الجزائرية ، ولكنه يعني أن الشخصية الجزائرية سابقة في تكوينها الظهور الاسلام و الحضارة التي انبثقت عنه.

ان التذكير بهذه الحقيقة ضروري في نظرنا ، لأن تذكر هذه الحقيقة واستحضارها باستمرار، هو الذي يعيننا في بنائنا للجزائر الجديدة ، على الانطلاق من منطلق جزائري و تحول دون أن يتحول التفتح الذي اشتهر به الجزائري الى ذوبان او انكار للشخصية الجزائرية .

من أجل هذا نعتقد أن هناك عملا ضخما ينتظر مثقفينا، وهو توضح معالم الشخصية الجزائرية عبر التاريخ القديم و الوسيط والحديث ، وهو عمل ضخم لانه يتطلب ادوات تاريخية وفلسفية نفسية ، ويتطلب استقراء دقیقا لحوادث التاريخ و دراسة متعمقة الشخصية الجزائرية من خلال التراث الشعبي.

***

هذا هو النطاق الذي يجب أن نضع فيه بحثنا لفترة الحكم التركي بالجزائر ، واذا وضعنا البحث في هذا النطاق تصبح الأحكام التي تصدرها على الحكم التركي في حد ذاته ثانوية بعض الشيء . و لهذا تجنبنا بقدر الامكان اصدار الأحكام القاطعة نظرا الى انه لا يمكن فصل هذه الفترة ما قبلها أو بعدها من الفترات التاريخية .

وعلى هذا الأساس نجد أن الجوانب الايجابية التي يشيد بها بعضهم في التاريخ للعهد التركي لم تظل ايجابية بل لقد تطورت تطورا سلبيا قضى عليها في نهاية الأمر.

مثلا : أن الاتراك مكنوا الجزائر من أن تكون لها قوة بحرية و اسطول بحريهام ، لكن اتجاه الحكم التركي إلى خوض المعارك البحرية مع البلدان الأوربية بحكم الظروف الموضوعية التي كانت قائمة ، حال دون تكوين جيش نظامي بري الذي كان هو الميدان المفضل للجزائريين وبعبارة أخرى أن تحول المعركة من البر إلى البحر ، بالاضافة إلى مخاوف الأتراك من الجزائريين صرفت الحكم التركي تكوين جيش بري نظامي من الجزائريين ، واعتمدت كلية على القوة البحرية المتمثلة في الاسطول ، وقد أسفر هذا التطور عن وجود فراغ عسكري في الجزائر بحيث لم يصطدم الفرنسيون بالمقاومة عن