صفحة:تاريخ الجزائر في القديم والحديث 3 (1964) - محمد الميلي.pdf/14

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

معالمها وابرز تلك المحاولات ، محاولتان فشلت كل منهما .

المحاولة الأولى هي محاولة صالح باي الذي كان مقتله فشلا كحركة تطورية أرادت العمل داخل النطاق الأداري القائم . والمحاولة الثانية محاولة انطلقت من القاعدة ، وهي التي تتمثل في حركة ابن الأحرش وحلفائه ، وهي حركة ثورية شعبية انطلقت من القاعدة ضد شرعية النظام التركي.

و ليس من محض الصدفة أن تتم المحاولة الثانية بعد قليل من فشل المحاولة الأولى : انها تعبير عن يأس الجماهير من العمل من داخل النظام و من داخل الشرعية.

ولو نجحت احدى تينيك المحاولتين كانت النتيجة هي الاستقلال الكامل عن القسطنطينية وضبط سياسية على أساس المصلحة الوطنية . نعم لا ننكر ان الطبقة التركية الحاكمة حاولت الاستقلال بالجزائر عن القسطنطينية ، و استقلت بها فعلا إذ لم تبق إلا على علاقة واهية مرتخية ، لكنها حققت الاستقلال الفائدة الطبقة الحاكمة دون مراعاة مصلحة مجموع الشعب ، وليس في هذا أدني غرابة ، فالتاريخ الحديث يشتمل على أمثلة من هذا النوع : محاولة جنوب أفريقيا التي تمت ، وما حاولته السيقان السوداء في الجزائر وفشلت في تحقيقه . لكن الذي يجعل محاولة الطبقة التركية متميزة هو أن أبرز وأقوى العوامل السياسية في ذلك العهد، وهو العامل الديني كان يلعب لفائدة الأتراك . وكان من الممكن أن يؤدي هذا العامل وذلك التطور الى الذوبان الكلي لتلك الطبقة في الجزائر ، لكن مجيء الاحتلال الفرنسي حال دون اكمال تطور هذا الخط . لأن قوة النزعة الاستقلالية عند الجزائريين كانت ستؤدي حتما إلى اجدی نتیجتين: رفض الطبقة التركية أو ذوبانها . والعلامات التي لمسناها في عهد الدايات يدل على أن الطبقة الحاكمة بدأت تسير في طريق الذوبان . 6 ان هذه النزعة الاستقلالية للجزائر تؤكدها الثورات العديدة التي قامت في العهد التركي و في هذا المجال يجب أن نلفت النظر إلى حقيقة حاول غير واحد من المفكرين الغربيين تشويهها، فالمفكرون الغربيون الذين وضعوا أنفسهم في خدمة الاستعمار ، وحتى .