الاستيلاء على جده ومكة
وعاد طوسون من المدينة الى قاعدته في ينبع بعد ما وطد مركزه في شمال الحجاز واستمال بعض قبائله باموال طائلة اغدقها على شيوخها، والبدوي فقير يؤخذ بالمال غالباً، فركب البحر الى جده فنزلها بدون مقاومة لانها كانت لا تزال بيد العثمانيين، واستقبله فيها عند وصوله الشريف غالب بن مساعد شريف مكة ويمثل السعوديين فيها، وقدم له الطاعة والولاء ومشى في موكبه الى مكة، وكان السعوديون قد رحلوا عنها مقدماً طبقاً لخطة عسكرية وسموها.
خطة السعوديين الجديدة
لقد كانت الخطة العسكرية السعودية، تقوم على الجلاء عن الحجاز مدناً و حواضر، وبادية، والارتداد حتى حدود نجد الشرقية والمرابطة هنالك حيث الدفاع اسهل وايسر.
وكان معنى هذه الخطة استدراج الحملة الى الداخل، الى الصحاري والوديان وابعادها عن مراكز تموينها وخطوط مواصلاتها وتعريضها لجو نجد اللاهب وشمسه المحرقة فيسهل صحتها وتدميرها.
وطبقاً لهذه الخطة اعد السعوديون جيشين كبيرين لمنازلة الحملة:
١ — جيش الشرق بقيادة سعود الكبير وقد اتخذ «تربه» قاعدة له للقائها اذا جاءت بطريق الطائف.
٢ — جيش الشمال بقيادة نجله، وقد رابط في منطقة الحناكية (منطقة المدينة) لمنازلة الحملة اذا جاءت من جهته.
ونجحت الخطة السعودية نجاحاً كبيراً ومزقت الحملة التي تقدمت بطريق
