ووصل الانكليز سنة ۱٧٩٨ الى مسقط، وعقدوا مع صاحبها، سلطان بن أحمد معاهدة اعتراف وصداقة كانت أول ما يعقدونه مع دولة عربية، كما كانت الباب الذي دخلوا منه الى المنطقة، فكان هذا الدخول سوماً عليها وبلاه، ولا يزال العمانيون منذ ١٦٥ سنة، أي منذ عقدت تلك المعاهدة، يقاومونها ويسعون للخلاص منها، وهنالك معارك تدور بينهم وبين الانكليز في هذه الايام، ولولا تلك المعاهدة لعاشت عمان وعاش أهلها في احسن حال.
وتبدل موقف الانكليز في الهند من الدعوة، بعد النجاح الباهر الذي أدركته في عهد الامام سعود، وعلى يده، وبعد أن سيطرت على الضفة الغربية للخليج سيطرة كاملة مطلقة ، من البصرة حتى منتهى حدود عمان ومسقط الجنوبية، وبعد ان ضمت اليها الحجاز وعسير وتهامة، وصارت حدودها تمتد من الخليج شرقاً، الى البحر الاحمر غرياً، ومن مخاليف اليمن جنوباً الى مشارف الشام شمالاً، فتقدموا اليها يخطبون ودها، ويتقربون اليها، ويعملون لاكتساب ثقتها، يؤيد ذلك هذه التعليمات التي ارسلوها إلى معتمدهم في بندر بر شهر العمل بموجبها، وهي:
تعليمات الانكليز الى مندوبهم في بوشهر
«يجب التزام جانب العناية في اطلاع أمير الدرعية وجميع موظفي حكومته اطلاعاً تاماً على ان امنيتنا المخلصة هي ان نستمر في صداقة تامة معه ومع الدول الأخرى في بلاد العرب، واننا لا ننشد سوى التجارة العامة في البحار، لا سيما الخليج الفارسي. ولطالما تعرض لها القواسم دون مبرر وانتهكوا حرمة تلك المعاهدة الايجابية التي عقدت مع زعيمهم في عام ١٨٠٦.
«ان تأييدنا العادل لحليفنا امام مسقط، لا يمكن ان يسيء لأية دولة أو حكومة».