صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/119

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ابراهيم بدل طوسون

وعباً محمد علي، ومفاوصات الصلح مستمرة، حملة عسكرية قوية، الامر الذي دل على سوء نيته، وعلى أنه ما كان راغباً في الصلح والوفاق، ارسلها إلى الحجاز، وأوفد ابراهيم1 نجل زوجته ليتولى القيادة العليا وهو اذكى من طوسون وأعنى، فغادر القاهرة في شهر شوال سنة ١٢٣١ الى الحجاز ومعه ضابط أفرنسي من ضباط هيئة اركان الحرب، وطبيب وجراحان، وصيدلي، والاربعة ايطالبون. ومن المتفق عليه أنه كان في الحملات التي ارسلها محمد علي الى الحجاز عدد كبير من الاجانب الذين لا يجوز دخولهم الى الاماكن المقدسة، كما ان بين الجنود الذين ارسلهم كثيرون من حثالات البشر وأو باشهم وقد تركوا آثاراً سيئة، وخلفوا كثيراً من الامراض والعلل ما كانت تلك البلاد تعرفها من قبل.

الصلح مع اهل الرس

واتخذ ابراهيم «الصويدره» (شمال المدينة الشرقي) قاعدة له، ثم مشى بعد ستة أشهر قضاها في استمالة العربان وبذل الاموال لهم والشيوخهم الى الحناكية فالرس، وكان السعوديون قد عادوا الى الاخيرة بعد انسحاب

  1. يرى معظم المؤرخين الغربيين الذين دونوا سيرة محمد علي، ان ابراهيم هذا ليس ولده من صلبه، وانما هو نجل زوجته من زوجها الأول الذي مات عنه. ثم تزوجها محمد على لثرائها. اذ كان فقيراً معدماً، ولما انتقل إلى مصر استحضرها ومعها ولدها فألحقه بنسبه، لما كان عليه من الذكاء والنجابه:
    وما يستحق الذكر ان جميع الذين تعاقبوا على حكم مصر كانوا من سلالة ابراهيم هذا، باستثناء عباس بن طوسون وسعيد بن محمد على نفسه، فاسماعيل وذريته هم الذين حكموا وهم على التوالي: ابراهيم وابنه اسماعیل، وتوفيق ابن اسماعيل، وعباس بن توفيق، وحسين كامل ابن اسماعيل، ومثله فؤاد. وفاروق بن فؤاد.
– ١١٩ –