صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/23

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الاضطراب والقلاقل ، فقد كان كل فريق يحاول الاحتفاظ بسلطانه. وقد عاني الحجاز الكثير من هذا الحكم والثنائي، المزدوج ما كان بعد من جملة عوامل تدنيه وانحطاطه . وتاريخ ولقد حاولنا كثيرا في خلال دراساتنا لتاريخ الدولتين الأموية والعباسية الايوبيين والماليك في مصر ثم تاريخ العثمانيين الذين جـاؤوا بعدهم وورثوهم ، أن نعثر على اسم وال او حاكم ارسله هؤلاء او اولئك او احدهم الى نجد او احدى مقاطعانهـا الوسطي او الشمالية أو الغربية او الجنوبية ، قلم تقع على شيء ، ما يدل على مزيد من الاهمال تحمل تبعته هذه الدول ويحمل اصره رؤساؤها والذين قاموا بالأمر عليها . على ان الذي استنتجناه في النهاية هو أنهم تركوا امر مقاطعات نجد الوسطي والغربية الى الاشراف الهاشميين حكام الحجاز الذين جروا على أن يشرفوا على قبائلها اشرافاً جزئيا ، يؤيد هذا الاستنتاج مـا وقفنـا عليه في تاريخ ابن بشر المسمى و عنوان المجد في تاريخ نجد ، فهو وان كان يبدأ بتدوين الحوادث من سنة 1158 وهي السنة التي لجأ فيها الشيخ محمد بن عبد الوهاب الى محمد بن سعود في الدرعية ، وانه كثيرا ما أورد اخبار الغارات المتتابعة التي كان اشراف الحجاز يشنونها على عربان نجد وقبائلها منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري ، حتى ظهور الدعوة الدينية في نجد ، وكان اشراف الحجاز أول من قاتلها وحاول صدها عن سبيلا فقد شعروا من اليوم الأول بأن نجاحها وفوزها معناه ادالة دولتهم ، والقضاء على نفوذهم ، وهو ما حدث بالفعل بعد حروب امتدت نينا ومئة واربعين سنة ، وقد سجلنا الخبارها تفصيلا في تضاعيف المجلدين الأول والثاني من كتابنا هذا . - ۲۳ -