صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/28

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عليه بعض المطولات والامهات . ثم رحل بعد ان بلغ أشده ، واستقام عوده ، واكتمل عقله، وتفتح ذهنه ، إلى الحجـاز فشهد موسم الحج وأدى فروضه ومناسكه ، ثم زار المدينة واجتمع الى من فيها من العلماء اسوة بمـا فعله من قبل في أم القرى . . وانجه بعد ذلك صوب العراق ونزل مدينة البصرة ، وأقام فيها فترة طويلة باحثا متطلعاً ، وساعده هذا الترحال ، وهيــأ له أسباب الاتصال بطائفة من معهم حالة العـالم الاسلامي ، وما يعانيه من امراض وعلل المفكرين فدرس وأسقام . وفتحت هذه الرسلات ذهنه ، وأضافت معلومات الى معلوماته ، وللأسفار فوائد لا تشكر مدلول عليها بما يشاهده المسافر من مشاهد ، ويسمعه من آراء وأفكار ، ما كان يصل اليها لو أقام ببلده ولزم منزله . اخذ وقاده تفكيره العميق، وهداه ذهنه الثاقب ، الى حقيقة آمن بها كل الايمان ، انه لا خلاص إلا بالرجوع الى حظيرة الدين والأخذ وهي به الـلف الصالح الذي اقام عمود الدين وآمن بمـا جاء به ايماناً صحيحاً صادقاً نابعا من القلب والضمير . وما تردد الشيخ وما خام ، بل انطلق ، بعد عودته الى نجد ، واستقراره في حريملا الى جوار والده فاضيها ، يجهر بدعوته ، دعوة الاسلام الصحيح ، ويعلم الناس معنى كلمة التوحيد، وما تنطوي عليه من معان سامية ، وحكم رفيعة ، ويحضهم على ترك عبادة القبور ، ونبذ البدع والخرافات والعمل بكلمة التوحيد . ويقول الشيخ حافظ وهبة في كتابه ( 50 عاماً في جزيرة العرب، ص ۷ وهو يتحدث عن عهد طليه العلم في الازهر : و أنه سمع الشيخ محمد عبده يتني في دروسه بالازهر على الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ويلقبه بالمصلح العظيم وباقي تبعة وقف دعوته الاصلاحية على الاتراك وعلى محمد علي الألباني لجهلهم ومسايرتهم - ۲۸ -