صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/32

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الاتفاق الذي عقدته أربع من دول أوروبا الكبرى وهي انكلترا والنمسا وروسيا وبروسيا (ألمانيا) لإخراج محمد علي من البلاد العربية والشامية والمناطق الأخرى التي كان يحتلها في الأناضول باستثناء مصر التي قررت ابقاءها له في ظل السيادة العثمانية. وبدهي ان هذه الاحداث وهي كبيرة وخطيرة، أثرت تأثيراً كبيراً في عالمنا العربي وهزته هزة عنيفة، وسهلت مهمة الدعوة في المرحلة الأولى، على أن ما جري كان فاتحة تدخل أوروبي واسع النطاق في شؤون شرفنا العربي، وما يزال، مع الأسف قائماً ومستمراً حتى الآن، ولعل دولنا العربية بعد ان وصلت الى ما وصلت اليه تتعاون على اجتنائه، فتوقف دول أوروبا وأميركا عند حدها، وتعيد للشرق العربي مكانته وسيادته.

حالة تركيا عند ظهور الدعوة

كانت حالة الدولة العثمانية، عند ظهور الدعوة، وانتشارها في أواخر القرن الحادي عشر مشوشة مرتبكة، بسبب الانكسارات المتوالية التي منيت بها في شرق أوروبا، فقد اجتمعت شعوبها وحكوماتها لمنازلتهـا وطردها من قارة اوروبا، وقادت روسيا المعركة، وأنزلت بالترك أفدح الخسائر ومـا زالت وراءهم حتى طردوا نهائياً من تلك القارة في أوائل هذا القرن ولم تبق بأيديهم سرى منطقة صغيرة، ولاية أدرنة، بجرار عاصمتهم. .

حالة البلاد العربية

وكانت البلاد العربية ما تزال في معظم اجزائها خاضعة للدولة العثمانية، مشمولة بسيادتها، تتلقى منها الأوامر والتعليمات، فمصر كانت خاضعة للماليك الذين يتوارثون حكمها في ظل سيادة اسمية ووهمية للدولة العثمانية التي كانت تكتفي منهم باتاوة سنوية مقطوعة ملقية حبلهم على غاربهم، ينهبون ويسلبون، ويسرمون الناس سوء العذاب.

— ۳۲ —