صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/36

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وعرض الشيخ دعوته عليه، وحثه على الدخول فيها، وقال له اني لأرجو ان أنت قمت بنصرة لا إله إلا الله ان يظهرك الله فتملك تجداً وأعرابها، فأقبل عليه وبشره بالنصر والتأييد، فكان أول من أيدها من ذوي السلطان وقد ظل هذا شأن آل معمر دائماً. . وتطورت الدعوة بعد انضمام ابن معمر اليها، واعلانه تأییدها، فازدادت قوة وزاد عدد الذين انضموا اليها ودخلوا فيها من ابناء العيينة أنفسهم.

وكانت في العيينة أشجار يعظمها العامة ويعلقون عليها قطعاً صغيرة مما يلبسونه، طلباً للبركة، فبعث اليها الشيخ من قطعها بعد ان نقده اجراً من ماله، وقطعت بدون مقاومة ولا حادث.

وكانت هنالك شجرة منعزلة في مكان آخر وكانت اعظم الكل شأناً عند العامة، فخرج اليها الشيخ سراً يريد ان يقطعها، فحاول راعي غنم لأهل البلد كان هنالك منعه، فأعطاه ما أسكته وصرفه، وقطعت الشجرة وزال أثرها وتأثيرها.

وخطا الشيخ خطوة كانت اكبر وأوسع، فاعتزم هدم القبة المقامة فوق ضريح زيد بن الخطاب، احد الصحابة الذين استشهدوا في حروب اهل الردة سنة ١٢ هـ، وهي بجوار مدينة «الجميلة»1، وفاتح ابن. بالأمر، وقال معمر له : ودعنا نهدم هذه القبة التي وضعت على الباطل وضل بها الناس عن الهدى،، فأجاب موافقاً، فقال :« اني أخاف ان يوقع بنا اهل الجبيلة ان نحن هدمناها ولذلك اطلب ان تكون معي فوجودك اضمن للنجاح»، فصحبه اليها ومعه ٦٠٠ رجلا من قومه وبين المدينتين نحو ٢٥ كم.


  1. «الجبيلة»، مدينة صغيرة في وادي حنيفة، تقع في منتصف الطريق تقريباً بين المبينة والدرعية، زارها المؤلف حين طوافه بنجد سنة ١٩٦٠ وشاهد الفريح نفسه (ضريح زيد بن الخطاب)، وهو محاط بسور صغير. ويقول المؤرخون الإسلاميون ان معركة الجبيلة كانت من أعنف ما دار في تلك الحرب ابان خلافة الصديق - ١٢ هـ.
– ٣٦ –