صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/37

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وحاول اهل الجبيلة المقاومة، وجمعوا جموعهم استعداداً للقتال واحتلوا المواقع العسكرية، بيد أنهم ما لبثوا أن تراخوا ولاتوا حينما رأوا أن الأمر ، وإن القوم مصممون، وهدمت القبة بالفعل دون أن تراق دماء وتسفك، وهدمها الشيخ بفأس اخذه بيده. وقد كان لهذا الحادث صداء الكبير، ودويه العظيم في انحاء نجد كلها، فتناقل الناس أخباره وتحدثوا عنه، ذلك أن كثيرين من الجهال كانوا يعتقدون ان هدمه القبة بيديه قد يجر عليه وبالأ، وقد يعرضه لنكبة تؤذيه، فلما انقضت أيام وأسابيع دون أن يمس بسوء، ارتفع شأنه عند العامة، وعظم أمره وكثر عدد الموالين له.

وجاءته وهو في العينة امرأة اعترفت له بالزنا وهي محصنة، فوايه أمرهـا وظن ان بها خبلا، فتحدث اليها وأخذ وأعطى معها، فوجدها سليمة العقل والادراك. ثم كررت الاعتراف وقالت انها لم تكن مغصوبة وأن ما فعلته يستوجب الرجم، فأمر بها، فرجمت.

وطارت شهرة الشيخ وكثر الحديث عنه وعن دعوته الاصلاحية، ووصل الخبر الى الحا متكبراً، فكتب سلمان بن عريعر الحميدي رئيس بني خالد وله الزعامة في الهفوف والقطيف، الى عثمان بن معمر يأمره بقتل الشيخ لمخالفته الدين وخروجه على اوامره، وهدده بقطع كل ما هنالك من صلات بينهما اذا تردد او تأخر، فدعاه هذا اليه عقب وصول الكتاب وأطلعه عليه، وقال له

«لا طاقة لنا بحرب ابن عريعر، وليس من مصلحتنـا اغضابه فانظر ماذا انت فاعل»، فقال له : ان ما قمت به وما فعلته، وما دعوت اليه، هو كلمة لا إله إلا الله، وإقامة اركان الإسلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر فان انت تمسكت به ونصرته، فالله مظهرك على أعدائك، فلا يزعمك سليان ولا يفزعك، واني لأرجو الله أن ترى من التمكين والغلبة ما تملك به بلاده و ما سواها وما دونها.

وسكت ابن معمر وأغضى.

- ۳۷ -