صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/38

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وجدد ابن عريعر انذاره ووعيده، بعدما علم أن كتابه لم يلد ولم يجد، وأرسل يطلب من عثمان أن يقتل الشيخ ويريح نجدأ منه، فأرسل فدعاه اليه وقال له : ان سليمان أرسل يطلب منا فتلك، وأنت تعرف انه لا مصلحة لنا في اغضابه، ولسنا في حالة تمكننا من مقاومته، كما أنه ليس من الشيم ولا من المروءة ان نقتلك وانت في بلدنا ومن اهلنـا، ولذلك أرجو أن ترحل عنا وتتركنا. ثم دعا بعض فرسانه وكافهم بمرافقته إلى المكان الذي يختار ويريد، فقال انه سيقصد الى الدرعية ويحط فيها رحاله.

وتقع الدرعية جنوبي العينة، ولا تبعد عنها اكثر من 30 كيلومتراً، وكلتاها في وادي حنيفة، أحد الأودية الكبرى، وبينها اتصالات وثيقة وروابط كثيرة.

ودخل الشيخ الدرعية في الأصيل. ويقول رواة سيرته انه دخلها خائفاً يترقب لعدم وجود اتصالات مسبقة، او روابط خاصة، على أنه كان متوكلا على الله ومؤمنا اشد الايمان بدعوته وواثقا من نجامها وفوزها، وهجرته الى الدرعية هي الثالثة، والاولى من حريلا، والثانية من العينة، والمتفق عليه انه لقي عناء في سفره اليها.

واتجه الى منزل عبدالله بن سالم العربني من سكانها وكان يعرفه من قبل وكان منتسبأ اليه، ومع انه رحب به الا ان امارات الخوف والجزع كانت تقرأ في أسارير وجهه، فسكن الشيخ روعه، وقال له : «لا تجزع، سيجعل الله لنا ولك مخرجاً».

وقال له أيضا:

نحن لا نبغي سوى الامن والأمان وحماية الدعوة.

ومع اننا لا تعرف اسم اليوم ولا الشهر الذي كانت فيه هذه المجرة، إلا اننا اعتماداً على ما سجله الشيخ ابن بشر في تاريخه، نقول انها كانت سنة ١١٥٨هـ (١٧٤٥ م) .

– ۳۸ –