صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/57

وواصل العمل، فغزا قبائل الظفير والمجان، كما أتم اخضاع مدن الوشم، والخرج في وسط نجد، وبعض المناطق الجنوبية وعاد فاستأنف القارة على القصيم سنة ١٢٨٦، فهاجم بريدة ( العاصمة الثانية للمقاطعة) فاستعصت عليه، فضرب الحصار حولها وبني بجوارها قاعدة عسكرية لمضايقتها، ملأها بالمقاتلة، وولي قيادتهـا عبدالله بن حسن من رؤساء آل ابي عليــان، ولم بطل الأمر حتى استسلمت وانقادت، كما استسلمت المقاطعات الأخرى . نجد بين العراق والحجـاز استهل القرن الثاني عشر الهجري، والحرب في داخل نجد توشك ان تلفظ أنفاسها، بعد أن خضع معظم اقطارها ومدنها للدولة الجديدة ودار في فلكها . ولقت هذا التطور الجديد في حالة نجد الداخلية، وقيام دولة موسمدة في ربوعها، تؤمن بالتوحيد وتدعو اليه، وتطبق الاحكام الشرعية وتنفذهـا، أنظار جيرانها الغربيين والشماليين في وقت واحد : ! شراف الهاشميون في الغرب، أي في الحجاز، وكانت لهم السيطرة على بعض بوادي نجد ومناطقها الشرقية المجاورة لهم، كما كانوا يسيطرون على السراة وبعض اجزاء تهامة والترك في الشمال، أي في العراق، وكانوا يتابعون سير الدعوة عن كثب، وكانوا يخافون منها على المناطق المجاورة لجنوبي العراق، وفي مقدمتها منطقة ا حايل وغيرها . ( . وفجأة، وعلى حين غرة، وبدون أنتظـار، وجدت الدعوة نفسها أمام خصمين جديدين، تأبطا لها الشر، ونهضا لقتالهـا من دون ان تعتدي عليها أو تحرش بها . وخاف كثيرون على الدعوة، وخافوا أن يبلغ اعداؤها منها مناهم، بسبب ٥٧ --