صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/58

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وقرة القوى المادية لديهم، وكثرة مواردهم وتعددها، واتصالهم بالعالم الخارجي، يحصلون منه على كل ما يريدون، بيد ان عدم وجود أي اتصال او ارتباط أو تعاون بينهما، وتفرد كل منهما بالعمل لحسابه الخاص، ومن دون أن يفكر حتى بالاتصال بحليفه، ضمن لها التفوق، والفوز في النهاية ريب ألا ننسى ما للعقيدة والايمان من تأثير، فقد كان النجديون يقاتلون دفاعاً عن عقيدة آمنوا بها وملكت عليهم نفوسهم، في حين ان خصومهم كانوا يسافرن الى القتـال وقا، لا عقيدة، ولا ايمان، اقصى همهم القرار والعودة الى اهلهم وذويهم . وهنالك نقطة أخرى نحب ان نتنبه اليها، وهي ان الحرب كانت في تلك المرحلة، سواء مع اتراك العراق، أو مع اشراف الحجاز، كر وفر، أشبه ، ما تكون بالحروب البدوية، فلا خطوط دفاع، ولا مراكز تموين، ولا مدفعية منظمة . على ان الحال تحول، حينما تولى «باشا» مصر العمل في المرحلة القادمة، فأدارها حربا نظامية، لم تكن معروفة من قبل داخل الجزيرة - سر حرب العراق كان حكام العراق اسبق بالعدوان على نجد، وأسرع إلى التحرش بها وارسال القوى لقتالهــا، دون ان تعتدي عليهم او تدنو حتي من حدودهم وذلك بايعاز الاستانة كما نرى .

ويقول الشيخ ابن بشر وهو يسجل اخبار السنة الحادية عشرة بعد المائتين والالف، ان ثويني السعدون، شيخ قبائل المنتفك، سار في شهر المحرم من هذه السنة، بالمساكر والجنود النظامية، وأهل الزبير، وبوادي شمر، وطي وغيرهم، ومعه كمية كبيرة من المعدات وآلات القتال والبنادق والمدافع ما بلغت حمولته ۷۰۰ جمل، لمهاجمة نجد وحكومة بغداد هي التي أمرت بإعداد الحملة وسلحتها وأرسلتها للعدوان وكان هناك اتفـاق سري، عقده قائد الحملة - مع عبد المحسن بن سرداح شیخ - ۵۸ - - .