صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/63

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وضمت معظم مقاطعات نجد اليها، وأدخلتها في دائرة طاعتها، وأنشأت فيها دولة جديدة يحسب حسابها . ومـا قامت فيها دولة من قبل، بلغت ما بلغته، ووصلت الى ما وصلت اليه . . وهناك حقيقة لا بد لنا من تقريرها، وهي أن آل سعود، لم يبدأرا الاشراف بالعدوان، ولم يستفزوهم، ولم يأتوا بما يشتم منه رائحة التحدي لهم، بل سعوا سعياً حثيثاً للتفاهم معهم، ولاقناعهم بحسن نيتهم وصادق رغبتهم في انشاء افضل علاقات الود والصداقة معهم، فلم يجدوا تجاوباً، ولم يلمسوا عطفاً، بل ولا ميلا للتفاهم والتواصل، اذا لم نقل العكس، وهو ان الاشراف هم الذين بدأوا بالتحدي والاستفزاز، وعملوا لتشويه سمعة الدعوة واظهارهـا على غير حقيقتها . لقد كانت مكة في ذلك العهد، حاضرة كبيرة من حواضر الثقافة في العالم الاسلامي، ومركزاً كبيراً من مراكز الدعاية، بسبب وفود الحجاج سنوياً اليها من جميع الحـاء هذا العالم، فكان الاشراف يرسلون دعاتهم، فيندسون بين الحجاج، فيصفون لهم الحالة في نجد، ويكون وينرسون، ويشقون الجيوب، ويلطمون الحدود أسفاً على الأضرحة والقباب التي هدمتها الدعوة، وعلى منعها الاستغاثة بقبور الأولياء والصالحين، وحملهـا الناس على اتباع سيرة السلف الصالح والاهتداء بهديه، ومقار منهـا البدع والخرافات، ويقولون انها تحارب الاسلام وتقضي عليه، وتنشر ديناً جديداً ونحلة جديدة، برأ منها الاسلام وينكرها . ا ی ووصلت اخبار هذه الحملة المفتراة الى نجد، وعرف ابناؤها ان الاشراف يحاربون الدعوة حرب دعاية عنيفة، فرأوا بادىء ذي بدء، وقبل اتخاذ أي اجراء او تدبير عسكري، ان بسعوا للتفاهم معهم عن طريق وفد يرسلونه اليهم فيطلعهم على حقيقة حركتهم ويصف لهم الاغراض التي ترمي اليها، والمبادىء السامية التي انبثقت عنها، ويذكر النتائج الباهرة التي ادركتها، فقد استطاعت 63 -