صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/80

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ورابطت فيه ، فخرج الشريف بقراء لمنازلتهـا ، فهزمته ، فعاد الى محكة وتحصن فيها وفرضت الدرعية الحصار على مكة ، وقطعت كل اتصال بينها وبين نجد وعسير وتهامة ، وأغلقت كل باب في وجهها ما عدا البحر ، نساءت الحالة في داخلها ، واشتد الغلاء ، وعظم الكرب على السكان ومات بعضهم جوعا . وأصدر سعود في السنة التالية أوامره الى أمرائه في عسير ، وبيئة ، والطائف ، بأن يسيروا بجموعهم الى محكة ويضيقرا عليها ، فأدرك غالب انه كان مخدوعاً ومتسرعاً ، فأرسل يطلب مواجهة سعود ، معلناً استعداده للعودة الى طاعته ومبايعته على السمع والطاعة، فاستجاب له وأمر برفع الحصار، ففتحت الطرق ، وجاءت وفود الحجاج ، وتحسنت الحالة ، غير ان عهد الصلح والسلام هذا لم يطل ايضا ، بسبب تصرفات تصرفها الشريف ليس بينها وبين حسن النية سبب أو صلة ، فقد استبقى كما يقول مؤرخو نجد ، عدداً من الجنود الترك والمغاربة وغيرهم في مكة بعد الحج ، زاعما ان امير الحج الشامي هو الذي رتبهم بأمر الدولة العثمانية ، كما انه راح يحمين جدة وحفر حولها خندقاً ، ، دخولها علي النجديين ، وصار بقضي فيها اغلب اوقاته . على أن ذلك لم يبعث سعوداً على اتخاذ اي تدبير نحوه بيعة أهل المدينة ( وفد في سنة ١٢١٨ الى الدرعية ، بادي وبداي ولدا بدوي بن مضياف رئيس عشائر حرب ، أكبر القبائل التي تنزل بين الحرمين (مكة والمدينة) وبايعا باسمها وباهم عربانها ، سعوداً على السمع والطاعة ، فأرسل معهم - يعلم قومها التوحيد . وضربت قبائل حرب ، الحصار على المدينة لحملها على الدخول في طاعة الدرعية ، ثم اقامت حصاً بجوارها وملأته بالجند والمعدات لمضايقة أهلها . – ۸۰ –