الدعوة وحملة نابوليون على مصر
وبينما كانت جيوش الدعوة وقواتها تحاصر مكة وتدخلها وتوغل متقدمة على شواطيء البحر الأحمر الغربية مندفعة نحو سواحل اليمن، بعد أن سيطرت على تهامة، كانت احداث خطيرة أخرى تحدث على الضفة الأخرى من البحر الاحمر، وعلى سواحل البحر المتوسط أيضاً، فقد وصلت إلى الاسكندرية يوم ۱۳ محرم سنة ۱۲۱٦ (۲۸ يوليو سنة ۱۷۹۸) حملة الجنرال نابوليون بونابرت الفرنسي، تبغي الاستيلاء على مصر واتخاذها قاعدة لأمبراطورية استعمارية كبرى، كانت فرنسا تحلم بإنشائها.
وهز وصول هذه الحملة شرقنا العربي، هزة عنيفة، وكانت أول حملة غربية نجوس خلال دياره بعد الحملات الصليبية في القرون الوسطى، وكانت الغابة التي حفزت الفرنسيين الى المجيء هذه المرة، هي نفس الغاية التي حفزت الصليبيين فكلتاهما كانتا تنشدان الاستيلاء على الشرق الاسلامي وانشاء حكم اجنبي دخيل في ربوعه.
ويقول المؤرخون الفرنسيون أن نابوليون أرسل بعد وصوله إلى القاهرة بعثة الى الامام سعود بغية انشاء اتصال بينهما فيتعاونان في حرب الدولة العثمانية، ولم نجد فيما كتبه مؤرخو نجد ما يدل على قيام اي تعاون، على ان ابن بشر أورد في حوادث سنة ۱۳۱۲ خبر وصول الفرنسيس من الافرنج الى مصر. ثم مرد كثيراً من التفاصيل عن الحملة، فيها الغث والسمين، وختمها بقوله:
