«وانه نقل أخبار اخذ الفرنسيين لمصر، من اوراق وجدت في الطائف حين فتحها عثمان المضايفي، فنقلها باختصار، والله سبحانه وتعالى أعلم».
وأقلق وصول الحملة حكومة الاستانة وأزعجها وأطار النوم من عيونها، فتخلت عن جميع مشاكلها، وعكفت على معالجة الازمة التي أثارها وصولها، و على ابتكار الاسباب الخلاص منها خوف مضاعفاتها، وما قد تحدثه من اختلاطات لا تؤمن مغبتها.
الدعوة والحملة
وهيأ وصول الحملة، وما كان متوقعاً ولا منتظراً، فرصة طيبة للدعوة فاستولت على عسير سنة ١٢١٥، ثم دخلت مكة سنة ۱۲۱٨، والمدينة سنة ۱۲۲۰، واكتسحت حدود العراق واتجهت نحو الشمال ونحو الجنوب ونحو الغرب والشرق، لا تخشى مقاومة ولا تحسب حساباً، بسبب انهاك عدوتها الكبرى (حكومة الاستانة) في حربها مع الحملة الفرنسية، فقد انغمست فيها الى الاذقان، وحشدت لها كل ما كان لديها من امكانيات فلم تجن سوى الفشل وزيادة الخذلان، ذلك أن مرض الشيخوخة، وكان ينخر في جسمها، هد قواها وجعلها عاجزة عن كل عمل ايجابي.
الانكليز والحملة
كانت هناك حرب عوان، متقدة اللظى، مشبوبة الاوار، تدور رحاها في اوروبا بين الانكليز والفرنسيين، ولا يفصل بينها سوى مضيق صغير لا تزيد سعته عن ٢١ ميلا وهو بحجر المانش، وكان كل منها يسعى للايقاع بعدوه والفوز عليه. وجاء نبأ حملة نابوليون الى الانكليز، لا من يوم بلوغها ساحل مصر، بل من يوم أبحارها من الشاطيء الفرنسي، فأرسلوا أسطولهم وراءها يجوب البحار