وأسرعت حكومة فرنسا، عقب طرد قواها من مصر، فمدت يدها الى حكومة الاستانة فصالحتها وانضمت اليها في مطالبة الانكليز بالجلاء عن القطر فلا يجلوا محلها ولا يرثوها.
واتفق الانكليز سراً مع المماليك على التعاون ضد الترك، فيؤيدونهم ويعاضدونهم في نقل الحكم اليهم، مقابل فوائد وعدوهم بها. على ان المعركة انتهت بعد سنتين فيولا الانكليز سنة ۱۸۰۳، فضلا الميدان الترك وكانوا مصممين على الخلاص من المماليك والقضاء عليهم، فيطروا على القطر وارسلوا احمد باشاواتهم ليستلهم فيه ويرأس حكومته.
ظهور محمد علي الالباني
كان محمد علي الالباني، جندياً متطوعاً في الفصيلة الالبانية التي ارسلتها الحكومة العثمانية ضمن حملتها الى مصر للاشتراك في طرد الفرنسيين.
وبلغ الاسكندرية يوم ٢٥ مارس سنة ۱۸۰۱ مع الحملة، وانتقل بعد ان أمضى مدة في خدمة الجيش، الى وظائف الامن العام وتدرج في مناصبه حتى صار في سنة ١٨٠٥ قائداً لقوى الامن في القاهرة، مما سبل له سبل الاتصال بقادة الحركة الوطنية المصرية الجديدة، الذين ظهروا في ابان الاحتلال الفرنسي وصارت لهم كلمة نافذة بين طوائف الشعب وعناصره وكانوا كارهين للمماليك، راغبين في الخلاص منهم.
في طريق الحملة إلى الحجاز
وعينته حكومة الاستانة سنة ۱۸۰٥ (۱۲۲۰ هـ) محافظاً لجدة، وكانت لا تزال بيد الترك، وكانت لهم بارجة ترابط في البحر أمامها وتحميها، وكان قد وصل الى رتبة الباشوية، وأمرته بأن يلحق على الفور بمقر عمله الجديد، وكانت هذه اول حركة تتحركها للعودة الى الحجاز، وكانت الأوامر الصادرة