صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/96

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مذبحة المماليك

ولما كانت قوة المماليك تخيفه وتزعجه، فقد رسم في ذهنه خطة تقوم على التخلص منهم وابادتهم قبل سفر الحملة، فيرتاح منهم نهائياً والى الابد.

لقد بدأ فأعلن في القاهرة في أوائل سنة ١٢٢٦، انه أعد حملة عسكرية لارسالها إلى الحجاز، وانه عين نجله احمد طوسون قائداً لها، وانه سيقيم حفلا كبيراً في القامة لا لباسه حلة القيادة، ثم وزع رقاع الدعوة لهذه الحفلة وكانت اسماء جماعة المماليك في المقدمة. ولما كانت الصلات بينه وبينهم على غير ما يرام فكان يخشاهم وكانوا يخشونه، فقد ارسل الى شاهين بك وكانت الزعامة قد انتهت اليه، من يقنعه بقبول الدعوة وحضور الحفلة ويقول له انهم باستجابتهم له يندتون رغبتهم بالتعاون معه ويزيلون ما هنالك من جفاء ويفتحون للصداقة باباً واسعاً. وقد انطلت الحيلة عليهم ووقعوا في الشرك الذي نصبه لاصطيادهم اذ أعد كميناً في داخل القلعة من رجاله الالبانيين الذين جاءوا معه وكانوا عدته وكان يعتمد عليهم، وأقامه على قدم الاستعداد وهيأه للعمل عند أول اشارة.

ووصل شاهين بك في الوقت المعين الى القاعة ومعه ٤٧٠ من رجاله في اجمل لباس، لأنهم اعتبروا الدعوة دليلا على الرغبة بمصافاتهم واعادتهم الى الحكم، وهذا كل ما يطلبونه ويمنون النفس ببلوغه.

وبدأت الحفلة وآلي مرسوم التعيين وصدر الأمر بأن يتحرك الموكب الى «القبة»، حيث مقر قيادة طوسون، وكان معنى صدوره اغلاق باب القلعة والشروع بذبح المماليك وابادتهم عن بكرة أبيهم.

ونفذت الخطة باحكام ، فقد أبيدوا جميعاً ما عدا واحداً منهم اسمه أمين آغا اسرع فقفز بجواده وهو على ظهره من اعلى القلعة فوصل سالماً إلى الأرض، فواصل السير وهو على ظهره الى بلاد الشام.

– ٩٦ –