صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثاني (1964) - آمين سعيد.pdf/10

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فاستسلمت اليهم ، والقت سلاحها تحت أقدامهم ، وكذلك كان شأن بلجيكا وهولندا ودول البلقان ، فقد هزموهـا في كل معترك كما هزموا الانكليز وسقوهم كأس الذل والهوان حتى ظن الكثيرون بمصير الامبراطورية الظنون وقالوا إنها لن تقوم لها قائمة ولن يرتفع لما علم. ولولا إسراع الأميركان لنجدتها وانضمام الروس البهم ، ودخولهم في زمرتهم ، لمـا انحسر المد الالماني ولتحول تاريخ أوروبا وتبدل مجراه . . فالالمـان الذين جاؤوا إلى ابن سعود يخطبون وده ، ويرجونه ان يتعاون معهم ، ويقدمون له العرش والتاج والصولجان ، لم يجيئوا كما يجيء الناس ، بل جاؤوا بعدما أخضعوا قارة أوروبا وأدالوا معظم دولها ، وبعدما رسخ في أذهان الكثيرين انهم لن يغلبوا ولن يهزموا ، ولولا ذلك لمـا انضمت دول عديدة اليهم وكانت ايطاليا في مقدمتها ، فربطت مصيرها بمصيرهم ، وهذا ابن سعود ، ورفض العروض والمغريات ، وتمسك بموقفه مسترشدا ببعد نظره السياسي ، وحسن تقديره للأمور ، فكانت صفقته هي الرابحة وكان من الناجين ، فتحدث الناس عنه في كل مكان بلسان التقدير والاعجاب، وكان الملك فاروق بن فؤاد ، ملك مصر ، أول من أسرع لزيارته وعقد معه أواصر الود والاخاء ، وأرسل اليه روزفلت رئيس جمهورية اميركا بارجة الى جدة أقلته الى السويس ، لكي يجتمع اليه ، ويستمع الى حديثه ، وكان يرافقه المستر تشرشل رئيس الحكومة البريطانية وكانا يسافران معا ، وكانا قافلين من رحلة سياسية رحلاها الى روسيا. وتلك ميزة اختصاه با وحده ، دون ملوك الشرق وأمرائه ، تقديراً لموقفه وإعجاباً بنبله ووفائه ابن سعود والقضايا العربية ولقد كان تأييد قضايا قومه العرب وطلب الانصاف لهم، كل ما تحدث اليهما به ، وتكلم عنه ، وألح" في تحقيقه . والواقع ان نتائج تلك الحرب كانت مباركة تاريخ الدولة السعودية - ٢ - ۱۷ - . 1