صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثاني (1964) - آمين سعيد.pdf/34

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وانتهى القتال في ذلك اليوم بتعادل الكفتين ، وأصيب ابن سعود بشظيتين من قنابل الترك ، فجرح في كتفه الايسر وفي ركبته . واحتل الترك على الاثر مدينتي بريدة وعنيزة واتخذوها قاعدتين عسكريتين لجنودها ، وهو كل ما كانوا يبغونه ، على أن بقاءهم في هاتين القاعدتين لم يطل بسبب صعوبة التموين وانتشار الأمراض وقسوة الجو، ما اضطر القيادة التركية في البصرة الى استدعاء جنودها قبل انقضاء سنة على وصولهم . وهكذا انسحب الترك من نجد ، فعادت الحالة أيضا إلى ما كانت عليه قبل وصولهم . معركة الخيرا وهاجم ابن رشيد بعد ذلك بأسابيع والخبراء وكانت تابعة الرياض فقاومه اهلها - ووصل ابن سعود بجيشه الى و البكيرية ، فهاجم معسكر ابن الرشيد والمعركة دائرة حول الخبرا ، فأعد هذا قوة بقيادة ابن عمه سلطان بن حمود وأمره بأن يسير مسرعا الى البكيرية لانقاذها ، فلم بغن ذلك عنه شيئا وانتهت المعركة بانهزام سلطان وفراره واستيلاء السعوديين على البكيرية واغتنام كل مـا كان فيها ، وواصلوا مطاردة قوات سلطان المنهزمة حتى الخبرا حيث معسكر ابن الرشيد وقواته ، فهاجمرها ، فارتدت إلى الرس ونزلت في جنوبها في مكان اسمه «الشنات، واستمرت المعارك هنا بين الفريقين حتى شهر رجب سنة ٠١٣٢٢ وأقبل موسم الربيع ، ربع سنة ١٣٢٢ ورحى الحرب لا تزال تدور ، فأبدى الكثيرون من رجال الجيش السعودي رغبة في القعود عن القتال والعودة الى منازلهم وقراهم لحرث اراضيهم وزرعها والى ماشيتهم فيعنون بأمرها ، والى أبنائهم وعيالهم فيتعهدونهم بالرعاية ، وكان هذا نفس الشعور الذي سرى بين الشمريين فالكل من نجد والكل يشعر بالحاجة الى العمل في حقله ايام الربيع . - 41 -