صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثاني (1964) - آمين سعيد.pdf/35

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وأراد ابن سعود ان يكون سباقاً وان يأخذ زمام المبادرة ، فوقف بقامته المديدة في وسط جيشه ونادي فهد الرشودي وكان من خاصته ، فأسرع اليه قائلا نهم : يا طويل العمر ، فقال له بالحرف الواحد : د غمض يا فهد الى ابن الرشيد وتصالحه ، على أن يرجع كل منـا الى ديرته مدة هذا الفصل ، او صالحه على ما يريد ، فالربيع قد اقبل وكلا الجبشين من ابناء البادية وهم يرومون الرجوع الى ديرتهم وانتجاع الكلاء لماشيتهم .. وعرض فهد على ابن الرشيد أمام قومه وجنده الاقتراح وهي معقول وفيه مصلحته ومصلحة قومه ، ولكنه وقد كان عنيداً ، مليا ، بعيدا عن الحكمة ، رد عليه قائلا : و من يبغي حكم نجد لا يتضجر ، وهل يصالح من بيده قوة الدولة لا والله. . لا صلح قبل ان اضرب بريدة وعنيزة والرياض ضربة لا تنساها ابد الدهر . د وأنتم يا اهل القصيم لا يغرنكم شاب طائش ، والله لن ادع ابن سعود ورجاله حتى أحصدهم فهم ربيعنا، ما أتيت بهذه العدة وهذا العدد لأعود خائباً. و إذهب لابن سعود واخبره بأنه ليس له عندي جواب غير السيف، وهزه في وجه فهد ، فعاد هذا الى قومه متألماً ، وصاح بأعلى صوته ، فقال : و مضبت الى ابن متعب وكلمته في أمر الصلح ، فوجدت ان مثلنا معه كمثل الصديان يرجو في السراب ماء وفي النار برودة . يا قومي : يقول ابن متعب انه ليس لكم عن عنده غير السيف وانكم أيها الاخوان ستكونون نتاج ربيعه في هذا العام ، قد آن أوان حصادكم ، وما اراء ابها الاخوان إلا كفرعون مصر يريد ان يقتل رجالكم ، وبسبي نساءكم ، ويستعبد أبناءكم إن تولى عليكم ، فانظروا ماذا ترون ؟ » - ٤٢ - .