٢ – حربها مع دول البلقان سنة ١٣٣٠ ، فقد اجتمعت لقتالها وهي : اليونان ، وبلغاريا ، وسريا ، والجبل الاسود ، وقد افقدتها ولايات سلانيك و مناستر ، وقرصوه ، وبانيا ، واشقو درة ، واسكوب واخرجتها من أوروبا ومرفت سمعتها وهيبتها في التراب ، وأودت بقواها المادية وأقفرت خزينتها ، فصارت على حرف هاو .
واعتقد ابن سعود ، وكان يرقب الحاله الدولية ويتابع تطوراتها ويربط بين اجزائها ، أن الفرصة السانحة من افضل الفرص لكي يضرب ضربته ويسترد مقاطعته . فأعد جيشاً فرياً مشى على رأسه من الرياض (شهر ربيع الاول سنة ۱۳۳۱) بعدما اعلن أنه يبغي تأديب بعض القبائل العاصية في الجهات الشرقية .
وأرسل الترك يسألونه حينما بلغ الخفس في تقدمه ، وهي منتهي حدود نجد الشرقية ، عن الغاية من مجيئه ، فرد بأنه جاء لكي يمتار وانه لا ينوي ان يعمل عملاً ، وأعلن زيادة في التعمية والتضليل ، أنه عائد الى الرياض لتوه . وغادر الخفس خياراً متظاهراً بالرجوع . ولما أمسى المساء انتقى ٦٠٠ من خيرة فرسانه ونديهم للعمل الذي جاء لأجله ، بعدما ذكر لهم التفاصيل .
وسرى بهم على الاقدام، ليلة ٥ جمادى الاولى (۱۳۳۱ (۱۲ نيسان سنة ۱۳۱۳) تحت جنح الظلام ، سيراً هادئاً ، بعدما جهزهم بالحال وجذوع النخل والمسامير ولما بلغوا سور الهفوف١ من ناحيته الغربية، قسمهم إلى ثلاث فرق وأصدر اليهم التعليمات الآتية :
١ - تسير الفرقة الاولى إلى الباب الجنوبي، فتوقع بالحرس وتستولي عليه.
٢ – تقصد الفرقة الثانية الى منزل المتصرف (الحاكم) وتعتقله.
٣ – تنتشر الثالثة فوق البرجز
وصنعوا من جذوع النخل ومن الحبالى سلالم تلقوا بها السور ، ولم يشعر
الحواس بهم إلا بعد ان يلقوا اعلاه فنادوهم مستفسرين فما أجابوا ، بل انتشروا
- ↑ عاصمة المقاطعة .