صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثاني (1964) - آمين سعيد.pdf/50

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

في احياء المدينة بعدما احتلوا المراكز الغربية . وبعد ان تكاملوا واجتمعوا في مكان واحد والسيوف والمسدسات بأيديهم ، ارسل ابن سعود منادياً في المدينة ينادي النداء المأثور :

«الحكم الله ثم لعبد العزيز بن سعود . الامان لكل من لا يبدي مقاومة او يعتدي على السعوديين» .

وأسرع الترك وفي مقدمتهم الحاكم فاحتموا بالحصون . وأمر هذا في الصباح باطلاق المدافع من حصن المفوف على البلدة لالقاء الرعب في قلوب المهاجمين.

واعتقل السعوديون ضابطاً تركياً مجوزاً جاؤوا به الى امامهم ، وكانت تعليماته تقضي بعدم الاعتداء على احد ، وتجنب سفك الدماء ، فاستقبله بلطف وهدأ روعه واقترح عليه ان يكون رسوله الى الحاكم فيبلغه بأنه عازم على مهاجمة الحصن الذي اعتصم به وتدميره ، وانه خير له ولمصلحة البلد نفسها أن يستسلم فاراقة الدماء لا تجدي ، ووعده بأن يطلق سراحه ومراح الذين معه ، ويمنحهم الامان ويعيدهم إلى بلدهم ، اذا خضعوا .

وأقنع الضابط العجوز الحاكم بالتسليم ، فسلم مع رجاله والحامية ، بعدما نالوا الامان وبعد ان أذن للجنود بأن يأخذوا معهم سلاحهم تقديراً وتكريماً

وألف الترك النازحون قافلة رافقها مندوب من قبله و أحمد بن ثنيان حتى العقير ، فامتطت السفن الى البحرين، وأرسل في اليوم نفسه قوة صغيرة بقيادة عبد الرحمن بن عبد الله سويلم الى القطيف ، فاستولت عليها بدون حادث ، وأجلت الترك عنها

وهكذا أعاد ابن سعود هذه المقاطعة الغنية الثمينة إلى الوطن الأم بدون دم يريقه ، او رصاصة يطلقها بعد غياب امتد ٤٢ سنة -

ورحب سكان المنطقة بالعهد الجديد ، الذي أنقذهم من الحكم التركي الدخيل وأقبل بعضهم على بعض مهنئين

– ٥٧ –