صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثاني (1964) - آمين سعيد.pdf/6

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وانضم إلى والده فجلا معه عن الرياض يوم صار الجلاء أمراً مقرراً ماضيا ، وضرب معه في الصحراء ثم أرى الى الكويت . ويقول انداده وأترابه ، انه شغف ، وهو في النشأة الاولى ، بسيرة جده الامام فيصل . وكان به ولبطولته مكبرا ، وبدهائه معجبـا ، يرى فيه القدوة الصالحة التي يجب ان يقتدى بها ، وينسج على منوالها ، وبطرس على اثارها . سفاً ( وكان الجمود يمد رواقه على البلاد العربية خاصة والجزيرة العربية عامة سحابة تلك الفترة ، فلا نرضة، ولايقظة، ولا حركة اذا استثنينا ما كان بين ابن الرشيد رابن الصباح من تنافس ونزاع ، وكان جل مـا يطمع فيه أحدها ، ان يستولي على اراضي منافسه ويفوز بها . ولقد شهد الفنى عبد العزيز بعض معار کہا ، وعرف الكثير من اخبارها . وكان هدفه الأول بعد أن استقام عوده ، ونمت مدار که ، ، ، وتفتح وبلغ من الشباب أن يعود الى الرياض ، فيجده ملك اجداده وآبائه ويحي مفاخرهم . وأخذت بيده الاقدار ، وأمدته بمددها ، وحبته بعنايتها ، فعاد اليها فاتحاً منصوراً في مغامرة رائعة صارت حديث الاجيال ، وعبرة التاريخ . وانطلق بعد ما قرت عينيه بجلوسه مجلس الآباء والأجداد ، وبعدما أعاد الى البيت السعودي مكانته ، وجدد مفاخره ، يسترد المدن والاقاليم المجاورة واحداً بعـد آخر ، فلم يلق كبير عنـاء بفضل الثقة المتبادلة ، والمحبة الرائجة بين امراء هذا البيت وبين اهل نجد ، فلا يكاد أمير سعودي يظهر في ميدان ، حتى يتسابقوا الي تأييده ونصرته ، ويتراكضوا لمبايعته والانضراء تحت رابته . لا يتعاونون مع غيره ، ولا ينقادون الى سواه ، ما دام ذلك في مقدورهم وفي حيز استطاعتهم ، ومرد هذا في نظرنا الى مـا عرفوه بالتجارب الكثيرة المتتالية عبر التاريخ وعبر الايام من زائد اخلاص في محبتهم ، وغيرة - ۱۳ -