صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثاني (1964) - آمين سعيد.pdf/61

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ابناء العنصر التركي في المناصب والوظائف العامة وتحويل الدولة تدريجاً الى دولة عنصرية التركي فيها المقام الأول(1) . واستنكر الشبان العرب الذين كانوا يطلبون المسلم في الاستانة ـ وكانوا يغدون اليها من جميع انحاء البلدان العربية - النغمة الجديدة والروح الجديدة التي مرت في دوائر الدولة ، ونادوا بفسادها وفادح ضررها ، ولم يقفوا عند عد الاستجاج والاستنكار ، بل دعوا الى انصـاف العرب ورد حقوقهم اليهم واشراكهم في الحكم بنسبة عددهم وانشاء كيان مستقل لهم في داخل السلطنة نفسها . انحائه ولقيت الدعوة الجديدة قبولا وارتياحاً في العالم العربي وتردد صداها في جميع وجوانبه ، وأقبل عليها الشبان والتفوا حولها ، ودعوا الناس الى تأييدها ، فاستجابوا لهم وتألفت الجمعيات السرية والعلنية في الاستانة وبيروت ودمشق وبغداد والقاهرة لتحقيقها . وقامت ولجنة المنتدى الأدبي، في الاستانة على رأس الحركة القومية الجديدة وسارت في مقدمتها ، وكان أول ما فكرت فيه وسعت اليه ، اجراء اتصالات مباشرة مع أمراء العرب ودعوتهم الى اعتناق الحركة القومية الجديدة وتأييدهـا وشد ازرها ، تمهيدا ومقدمة لانشاء الدولة العربية الكبرى . وكات الاتصال بابن السعود في نجد ، في مقدمة ما قررته لجنة المنتدى الادبي . وانتدبت لهذه المهمة شابان عربيـان ها الدكتور عبدالله الدملوجي الموصل، ونوري السعيد وبغداد، (وكان ملازما أول في الجيش العثماني)، وكانا يطلبان العلم في الاستانة . 1) كانت الدولة العثمانية مؤلفة من طوائف وعناصر متعددة ، فكان هنالك العرب ويؤلفون نحو نصف سكانها ، ويليهم الأكراد ، والالبان ، والشراكسة ، وكانت هنالك اقليات عنصرية أرمنية ، ويونانية ، وبلغارية ، وسربية . وكانوا من حيث المجموع يؤلفون أكثرية سكان الدولة . - ٦٨ - ..