صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثاني (1964) - آمين سعيد.pdf/8

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

خلال سنوات قليلة . وتأثر شرقنا العربي بهذه الحرب الى حد كبير ، فقلبت اوضاعه ، ونفخت فيه روحاً جديدة ، وفتحت أمامه أبواب التقدم والازدهار . ابن سعود والأنكليز رجاء الانكليز الى ابن سعود ، والحرب تدلف الى سنتهــا الثانية ، فعقدوا معه اتفاقاً صيغ من نفس القواعد والمبادىء التي اعتادوا ان يتعاملوا بموجبها مع جيرانه ومـا كان في امكانه الحصول على أفضل منها بسبب حالة الحرب وسيطرتهم المطلقة على الخليج . أما خلافه مع الحسين وموقف الانكليز منه ، فالذي نراه بشأنه ان هؤلاء سعوا جهدهم التقريب والتوفيق، وازالة عوامل الخلاف وأسبابه. وان لم ينجحوا نما ذلك ذنبهم.. والتبعة في اخفاقهم وفشلهم ، لاحقة بما ركب في طبع الحين من تصلب جعله يرفض كل وساطة وبأبي الدخول في اي مفاوضة الا بعد اعادة نجد الى حكمه ، وتنازل ابن سعود عن فتوحاته ی

هر ومد الانكليز يدهم الى الحسين عقب معركة تربة سنة ١٩٢٠ ، وكانوا يظنون ان هزيمة جيشه قد تبعثه على ابداء شيء من اللين والتساهل ، فاذا ، اصلب عوداً ، وأقوى شكيمة ، فعادوا اليه مثنى وثلاث ورباع يرجونه ان يكون لهم عونا في بلوغ الاتفاق الذي يضمن الهدوء والسلام للمنطقة ، وكان مشروع عقد مؤتمر الكويت سنة ١٩٢٣ آخر ما اقترحوه وابتكروه يرجون ان يساعدهم على ازالة ما هنالك من ثلوج تجمد العلاقات بين البلدين ، فما زاد ذلك الحين إلا استعلام واستكبارا . أما مـا جرى بعـد ذلك فالظروف وحدها مسؤولة عنه وهنالك نقطة اخرى نحب ان نشير اليها وقد استخرجناها من دراساتنا المتتابعة للأحداث ، وهي أن الانكليز في انشائهم عرشي العراق والأردن لولدي الحسين ما كانوا يرمون الى تحدي ابن سعود ولا الى ازعاجه ، بل كانوا ينشدون - 15 -