صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثاني (1964) - آمين سعيد.pdf/9

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ی رعاية المصلحة البريطانية وحدها وتخفيض نفقات طائلة كانت خزينتهم تشكر من ثقلها ، فلما احتج أي ابن سعود ونادى ان ذلك لا يتفق مع مصلحته ، ويؤلف خطراً على كميانه ، عذروه ، ولم يلوموه ، ووعدوه بأن يكونوا أكثر دقة وحرصاً، وبادروا فأعلنوا عيادهم في الحرب الأخيرة بينه وبين الحكومة الهاشمية سنة ١٩٢٤ ، وأبوا أن يتدخلوا فيها بشكل من الاشكال رغم الجهود العديدة التي بذلت لحملهم على التدخل ، مصرحين بأنهم فعلوا للحين ما فيه الكفاية ولئن أخطأ فعليه تبعة خطئه . والموضوع شائك وليس هنا مكان التبسط فيه ، على ان الذي نريد الوصول اليه هو أن الانكليز لم يترددوا في الغاء اتفاق المثير وابداله بمعاهدة جدة التي صعدت بالدولة السعودية إلى مرتبة الدول المستقلة عندما آب الاوان ، وهكذا كانت أحداث الحرب العظمي الأولى ، ومـا رافقها من تطورات ، وما انتجته من نتائج مباشرة وغير مباشرة ، عاملا كبيراً في نجاح ابن سعود وفوزه ، والفضل في ذلك الى ما ركب في شخصه من دماء سياسي ، وبعد نظر، وحسن تصريف للأمور. وقليل هم الذين اجتمعت لهم هذه الصفات ، وقليل من يتمتع بهذه المزايا . ابن سعود والحرب العظمي الثانية واندلعت ايران الحرب العظمي الثانية سنة 1355 ه. ومر عاكف على اصلاح بلاده ، وترقية شعبه ، وتعهد النهضة الجديدة التي نمت وازدهرت ، ومساعدة الحركات القومية في بلاد العرب ، وشد ازر المجاهدين العاملين ، فجاءه رسل الألمان والطليان يحملون اليه كتاباً خاصاً من وهتار، زعيم المانيا وعظيمها ، يدعوه فيه للانضمام اليه ، ودخول الحرب بجـانبه ، وبعده بأن يتوجه ملكا على العرب بعدها فلم يؤثر فيه ، ولم يزحزحه عن موقفه ، موقف الحياد الاحتفاظ بصداقة الانكليز. ولا يقدر موقفه هذا ، ولا يفهمه فهما كاملا إلا أولئك الذين عاشوا تلك الحرب، وتابعوا تطورها ، وأحاطوا بتاريخها. فقد اقتحم الالمان فرنسا في أيامها الأولى ، واحتلوا عاصمتها ، ومزقوا جيشها ، المطلق - 11-