صفحة:تاريخ الفلسفة اليونانية (1936) يوسف كرم.pdf/100

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

--- ۳۳ - الجدل النازل : ا - ولكن العلم حكم بأن شيئاً ماهر كذا أو كذا والمثل فاعة بأنفسها فكيف يمكن الحكم عليها ، والحكم يعنى أن شيئا (الموضوع) مشارك في شيء ( المحمول ) ؟ حل المثل منفصلة بعضها عن بعض أم مشاركة كلها في كلها أم بعضها مشارك في بعض دون بعض ؟ الفرض الأول يرجع إلى مذهب بارمنيدس أي إلى السكون التام فيستحيل معـه الحكم ، فإنه إذا لم تكن الحركة مشاركة في الوجود فليس هناك حركة ، وإذا لم يكن المكون مشاركا في الوجود فليس هناك سكون . والعرض الثاني يرجع إلى موقف هرقليطس أى إلى الاختلاط العام والتغير للتمل فيستحيل معه الكم كذلك ، فإننا إذا قبلناه لزم منه أن الكون في حركة ، وأنه الحركة في سكون ، يبقى الفرض الثالث وهو الصحيح ، والجدل هو الذي يتبين ملاحة المثل بعضها البعض ، وهو رأس العلوم يجعل العلم تمكنا لأنه يرى المثل مترتبة في أنواع وأجناس أي يرى بعضها مرتبطاً بالبعض بواسطة مثل أعلى وأعم ، وهذه مرتبطة كذلك بمثل أعلى وأعم وهكذا إلى مثال أول قائم فوقها جميعاً الخير بالذات ، ويرى مبادي العلوم مترتبة من الأخص إلى الأعم حتى يصل إلى مبدأين أساسيين هما مبدأ عدم التناقض ومبدأ العملية ، الأول قانون الفكر بين بنفسه لا يقام عليه برهان ولا اعتراض و يقوى استمساكنا به إذا نظرنا إلى ما يترتب على إنكاره من نتائج هي النتائج التي ينتمي إليها بروتاغوراس وأشرابه ، ومبدأ العلية قانون التغير وهو على شكلين : مبدأ العلة الفاعلية والعلة الغالية . ويضع الجدل هذه العلاقات في أحكام . فالحكم الذي يعني أن الشيء هو هو . وفي آن واحد شيء آخر ( المحمول ) يعنى أن المثال الواحد يشارك في مثال آخر هو ه ( وفى غيره ) مع بقائه هو هو ، و ، والعلم استقصاء هذه المشاركات بين المثل ، فإن